[ ص: 177 ] قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=20011_29694_30550_31043_28979nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_34296_34330_34370_28979nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون
قالت فرقة: نزلت هذه الآية كلها
بمكة، وقالت فرقة: نزلت كلها بعد وقعة
بدر حكاية عما مضى، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=396ابن أبزى : نزل قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم بمكة إثر قولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32أو ائتنا بعذاب أليم ، ونزل قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون عند خروج النبي صلى الله عليه وسلم عن
مكة في طريقه إلى المدينة، وقد بقي
بمكة مؤمنون يستغفرون، ونزل قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وما لهم إلى آخر الآية بعد
بدر عند ظهور العذاب عليهم.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وأجمع المتأولون على أن معنى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم أن الله عز وجل لم يعذب قط أمة ونبيها بين أظهرها، فما كان ليعذب هذه وأنت فيهم، بل كرامتك لديه أعظم، قال -أراه عن
أبي زيد-: سمعت من
العرب من يقول: "ما كان الله ليعذبهم" بفتح اللام، وهي لغة غير معروفة ولا مستعملة في القرآن.
واختلفوا في معنى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما،
وابن أبزى ،
وأبو مالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ما مقتضاه: إن الضمير في قوله: "معذبهم" يعود على كفار
مكة ، والضمير في قوله: "وهم" عائد على المؤمنين الذين بقوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمكة ، أي: وما كان الله ليعذب الكفار والمؤمنون بينهم يستغفرون.
[ ص: 178 ]
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويدفع في صدر هذا القول أن المؤمنين الذين رد الضمير عليهم لم يجر لهم ذكر، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما أيضا ما مقتضاه: أن يقال: الضميران عائدان على الكفار، وذلك أنهم كانوا يقولون في دعائهم: غفرانك، ويقولون: لبيك لا شريك لك، ونحو هذا مما هو دعاء واستغفار، فجعله الله أمنة من عذاب الدنيا، وعلى هذا تركب قول
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : إن الله جعل من عذاب الدنيا أمنتين، كون الرسول صلى الله عليه وسلم مع الناس، والاستغفار، فارتفعت الواحدة وبقي الاستغفار إلى يوم القيامة، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : الضمير للكفار.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وهم يستغفرون ، جملة في موضع الحال إن لو كانت، فالمعنى: وما كان الله معذبهم وهم بحال توبة واستغفار من كفرهم لو وقع ذلك منهم، واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري ، ثم حسن الزجر والتوقيف -بعد هذا- بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وما لهم ألا يعذبهم الله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ما معناه: إن الضمير في قوله: "وهم" عائد على الكفار، والمراد به: من سبق له في علم الله أن يسلم ويستغفر، فالمعنى: وما كان الله ليعذب الكفار وفيهم من يستغفر ويؤمن في ثاني حال، وحكاه
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد في كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=14431الزهراوي : المراد بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وهم يستغفرون ذرية المشركين يومئذ الذين سبق لهم في علم الله أن يكونوا مؤمنين، فالمعنى: وما كان الله ليعذبهم وذريتهم يستغفرون ويؤمنون، فنسب الاستغفار إليهم، إذ ذريتهم منهم، وذكره
nindex.php?page=showalam&ids=17141مكي ولم ينسبه.
وفي
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عن فرقة أن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33يستغفرون : يصلون، وعن أخرى: يسلمون، ونحو هذا من الأقوال التي تتقارب مع قول
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
[ ص: 179 ] وقوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وما لهم ألا يعذبهم الله توعد بعذاب الدنيا، فتقديره: وما يعلمهم أو يدريهم ونحو هذا من الأفعال التي توجب أن تكون "أن" في موضع نصب، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : تقديره: وما يمنعهم من أن يعذبوا، والظاهر في قوله: "وما" أنها استفهام على جهة التقرير والتوبيخ والسؤال، وهذا أفصح في القول وأقطع لهم في الحجة، ويصح أن تكون "ما" نافية ويكون القول إخبارا، أي: وليس لهم ألا يعذبوا وهم يصدون.
وقوله:
وهم يصدون
على التأويلين جملة في موضع الحال، و
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34يصدون في هذا الموضع معناه: يمنعون غيرهم، فهو متعد كما قال:
صددت الكأس عنا أم عمرو ... ...............
وقد تجيء "صد" غير متعد، كما أنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي :
صدت خليدة عنا ما تكلمنا ... .................
والضمير في قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34أولياؤه عائد على الله عز وجل من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34يعذبهم الله ، أو على
المسجد الحرام ، كل ذلك جيد، روي الأخير عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، والضمير الآخر تابع للأول.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34ولكن أكثرهم لا يعلمون معناه: لا يعلمون أنهم ليسوا
[ ص: 180 ] بأوليائه، بل يظنون أنهم أولياؤه، وقوله: ( أكثرهم ) ونحن نجد كلهم بهذه الصفة، لفظ خارج إما على أن تقول: إنه لفظ خصوص أريد به العموم، وهذا كثير في كلام
العرب، ومنه حكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه من قولهم: "قل من يقول ذلك"، وهم يريدون: لا يقوله أحد. وإما أن تقول: إنه أراد بقوله: ( أكثرهم ) أن يعلم ويشعر أن بينهم وفي خلالهم قوما قد جنحوا إلى الإيمان ووقع لهم علم وإن كان ظاهرهم الكفر فاستثارهم من الجميع بقوله: ( أكثرهم ) ، وكذلك كانت حال
مكة وأهلها، فقد كان فيهم
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس ، وأم الفضل وغيرهما.
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن بن أبي الحسن : إن قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وما لهم ألا يعذبهم الله ، ناسخ لقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون .
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وفي هذا نظر، لأنه خبر لا يدخله نسخ.
[ ص: 177 ] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=20011_29694_30550_31043_28979nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_34296_34330_34370_28979nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وَمَا لَهُمْ أَلا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ
قَالَتْ فِرْقَةٌ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ كُلُّهَا
بِمَكَّةَ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: نَزَلَتْ كُلُّهَا بَعْدَ وَقْعَةِ
بَدْرٍ حِكَايَةً عَمَّا مَضَى، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=396ابْنُ أَبْزَى : نَزَلَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ بِمَكَّةَ إِثْرَ قَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، وَنَزَلَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ عِنْدَ خُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
مَكَّةَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَقَدْ بَقِيَ
بِمَكَّةَ مُؤْمِنُونَ يَسْتَغْفِرُونَ، وَنَزَلَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وَمَا لَهُمْ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ بَعْدَ
بَدْرٍ عِنْدَ ظُهُورِ الْعَذَابِ عَلَيْهِمْ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَأَجْمَعَ الْمُتَأَوِّلُونَ عَلَى أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُعَذِّبْ قَطُّ أُمَّةً وَنَبِيُّهَا بَيْنَ أَظْهُرِهَا، فَمَا كَانَ لِيُعَذِّبَ هَذِهِ وَأَنْتَ فِيهِمْ، بَلْ كَرَامَتُكَ لَدَيْهِ أَعْظَمُ، قَالَ -أَرَاهُ عَنْ
أَبِي زَيْدٍ-: سَمِعْتُ مِنَ
الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: "مَا كَانَ اللَّهُ لَيُعَذِّبَهُمْ" بِفَتْحِ اللَّامِ، وَهِيَ لُغَةٌ غَيْرُ مَعْرُوفَةٍ وَلَا مُسْتَعْمَلَةٍ فِي الْقُرْآنِ.
وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،
وَابْنُ أَبْزَى ،
وَأَبُو مَالِكٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ مَا مُقْتَضَاهُ: إِنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ: "مُعَذِّبَهُمْ" يَعُودُ عَلَى كُفَّارِ
مَكَّةَ ، وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ: "وَهُمْ" عَائِدُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ بَقُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِمَكَّةَ ، أَيْ: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَ الْكُفَّارَ وَالْمُؤْمِنُونَ بَيْنَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ.
[ ص: 178 ]
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَيَدْفَعُ فِي صَدْرٍ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ رُدَّ الضَّمِيرُ عَلَيْهِمْ لَمْ يَجْرِ لَهُمْ ذِكْرٌ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَيْضًا مَا مُقْتَضَاهُ: أَنْ يُقَالَ: الضَّمِيرَانِ عَائِدَانِ عَلَى الْكُفَّارِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ فِي دُعَائِهِمْ: غُفْرَانَكَ، وَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَنَحْوَ هَذَا مِمَّا هُوَ دُعَاءٌ وَاسْتِغْفَارٌ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ أَمَنَةً مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا، وَعَلَى هَذَا تَرَكَّبَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا أَمَنَتَيْنِ، كَوْنَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ النَّاسِ، وَالِاسْتِغْفَارَ، فَارْتَفَعَتِ الْوَاحِدَةُ وَبَقِيَ الِاسْتِغْفَارُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : الضَّمِيرُ لِلْكُفَّارِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ، جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ إِنْ لَوْ كَانَتْ، فَالْمَعْنَى: وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ بِحَالِ تَوْبَةٍ وَاسْتِغْفَارٍ مِنْ كُفْرِهِمْ لَوْ وَقَعَ ذَلِكَ مِنْهُمْ، وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ ، ثُمَّ حَسُنَ الزَّجْرُ وَالتَّوْقِيفُ -بَعْدَ هَذَا- بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وَمَا لَهُمْ أَلا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ مَا مَعْنَاهُ: إِنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ: "وَهُمْ" عَائِدٌ عَلَى الْكُفَّارِ، وَالْمُرَادِ بِهِ: مَنْ سَبَقَ لَهُ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنْ يُسْلِمَ وَيَسْتَغْفِرَ، فَالْمَعْنَى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَ الْكُفَّارَ وَفِيهِمْ مَنْ يَسْتَغْفِرُ وَيُؤْمِنُ فِي ثَانِي حَالٍ، وَحَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ فِي كِتَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=14431الزَّهْرَاوِيِّ : الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ذُرِّيَّةُ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ الَّذِينَ سَبَقَ لَهُمْ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنْ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، فَالْمَعْنَى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَذَرِّيَّتُهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَيُؤْمِنُونَ، فَنُسِبَ الِاسْتِغْفَارُ إِلَيْهِمْ، إِذْ ذُرِّيَّتُهُمْ مِنْهُمْ، وَذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17141مَكِّيٌّ وَلَمْ يَنْسِبْهُ.
وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيِّ عَنْ فِرْقَةٍ أَنَّ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33يَسْتَغْفِرُونَ : يُصَلُّونَ، وَعَنْ أُخْرَى: يُسْلِمُونَ، وَنَحْوُ هَذَا مِنَ الْأَقْوَالِ الَّتِي تَتَقَارَبُ مَعَ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ .
[ ص: 179 ] وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وَمَا لَهُمْ أَلا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ تَوَعُّدٌ بِعَذَابِ الدُّنْيَا، فَتَقْدِيرُهُ: وَمَا يُعْلِمُهُمْ أَوْ يُدْرِيهِمْ وَنَحْوُ هَذَا مِنَ الْأَفْعَالِ الَّتِي تُوجِبُ أَنْ تَكُونَ "أَنْ" فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : تَقْدِيرُهُ: وَمَا يَمْنَعُهُمْ مِنْ أَنْ يُعَذَّبُوا، وَالظَّاهِرُ فِي قَوْلِهِ: "وَمَا" أَنَّهَا اسْتِفْهَامٌ عَلَى جِهَةِ التَّقْرِيرِ وَالتَّوْبِيخِ وَالسُّؤَالِ، وَهَذَا أَفْصَحُ فِي الْقَوْلِ وَأَقْطَعُ لَهُمْ فِي الْحُجَّةِ، وَيَصِحُّ أَنْ تَكُونَ "مَا" نَافِيَةً وَيَكُونَ الْقَوْلُ إِخْبَارًا، أَيْ: وَلَيْسَ لَهُمْ أَلَّا يُعَذَّبُوا وَهُمْ يَصُدُّونَ.
وَقَوْلُهُ:
وَهُمْ يَصُدُّونَ
عَلَى التَّأْوِيلَيْنِ جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34يَصُدُّونَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مَعْنَاهُ: يَمْنَعُونَ غَيْرَهُمْ، فَهُوَ مُتَعَدٍّ كَمَا قَالَ:
صَدَدْتِ الْكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو ... ...............
وَقَدْ تَجِيءُ "صَدَّ" غَيْرَ مُتَعَدٍّ، كَمَا أَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12095أَبُو عَلِيٍّ :
صَدَّتْ خُلَيْدَةُ عَنَّا مَا تُكَلِّمُنَا ... .................
وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34أَوْلِيَاؤُهُ عَائِدٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ ، أَوْ عَلَى
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، كُلُّ ذَلِكَ جَيِّدٌ، رُوِيَ الْأَخِيرُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ، وَالضَّمِيرُ الْآخَرُ تَابِعٌ لِلْأَوَّلِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ مَعْنَاهُ: لَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا
[ ص: 180 ] بِأَوْلِيَائِهِ، بَلْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ أَوْلِيَاؤُهُ، وَقَوْلُهُ: ( أَكْثَرَهُمْ ) وَنَحْنُ نَجِدُ كُلَّهُمْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ، لَفْظٌ خَارِجٌ إِمَّا عَلَى أَنْ تَقُولَ: إِنَّهُ لَفْظُ خُصُوصٍ أُرِيدَ بِهِ الْعُمُومُ، وَهَذَا كَثِيرٌ فِي كَلَامِ
الْعَرَبِ، وَمِنْهُ حَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: "قُلْ مَنْ يَقُولُ ذَلِكَ"، وَهُمْ يُرِيدُونَ: لَا يَقُولُهُ أَحَدٌ. وَإِمَّا أَنْ تَقُولَ: إِنَّهُ أَرَادَ بِقَوْلِهِ: ( أَكْثَرَهُمْ ) أَنْ يَعْلَمَ وَيَشْعُرَ أَنَّ بَيْنَهُمْ وَفِي خِلَالِهِمْ قَوْمًا قَدْ جَنَحُوا إِلَى الْإِيمَانِ وَوَقَعَ لَهُمْ عِلْمٌ وَإِنْ كَانَ ظَاهِرُهُمُ الْكُفْرُ فَاسْتَثَارَهُمْ مِنَ الْجَمِيعِ بِقَوْلِهِ: ( أَكْثَرَهُمْ ) ، وَكَذَلِكَ كَانَتْ حَالُ
مَكَّةَ وَأَهْلِهَا، فَقَدْ كَانَ فِيهِمُ
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسُ ، وَأُمُّ الْفَضْلِ وَغَيْرُهُمَا.
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ : إِنَّ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وَمَا لَهُمْ أَلا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ ، نَاسِخٌ لِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ .
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَفِي هَذَا نَظَرٌ، لِأَنَّهُ خَبَرٌ لَا يَدْخُلُهُ نَسْخٌ.