الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        معلومات الكتاب

                                        إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

                                        ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

                                        صفحة جزء
                                        200 - الحديث الرابع : عن محمد بن عباد بن جعفر قال : { سألت جابر بن عبد الله أنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة ؟ قال : نعم } وزاد مسلم " ورب الكعبة " .

                                        التالي السابق


                                        النهي عن صوم يوم الجمعة محمول على صومه مفردا ، كما تبين في موضع آخر ولعل سببه : أن لا يخص يوم بعينه بعبادة معينة ، لما في التخصيص من التشبه باليهود في تخصيص السبت بالتجرد عن الأعمال الدنيوية ، إلا أن هذا ضعيف ; لأن اليهود لا يخصون يوم السبت بخصوص الصوم ، فلا يقوى التشبه بهم ، بل ترك الأعمال الدنيوية أقرب إلى التشبه بهم ، ولم يرد به النهي وإنما تؤخذ كراهته من قاعدة كراهة التشبه بالكفار ، ومن قال : بأنه يكره التخصيص ليوم معين ، فقد أبطل تخصيص يوم الجمعة ، ولعله ينضم إلى ما ذكرنا من المعنى : أن اليوم لما كان فضيلا جدا على الأيام ، وهو يوم عيد هذه الملة ، كان الداعي إلى صومه قويا ، [ ص: 418 ] فنهى عنه ، حماية أن يتتابع الناس في صومه ، فيحصل فيه التشبه أو محذور إلحاق العوام إياه بالواجبات إذا أديم ، وتتابع الناس على صومه ، فيلحقون بالشرع ما ليس منه ، وأجاز مالك صومه مفردا ، وقال بعضهم : لم يبلغه الحديث ، أو لعله لم يبلغه .




                                        الخدمات العلمية