الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الثاء والنون وما يثلثهما

                                                          [ ص: 391 ] ( ثني ) الثاء والنون والياء أصل واحد ، وهو تكرير الشيء مرتين ، أو جعله شيئين متواليين أو متباينين ، وذلك قولك ثنيت الشيء ثنيا . والاثنان في العدد معروفان . والثنى والثنيان الذي يكون بعد السيد ، كأنه ثانيه . قال :


                                                          ترى ثنانا إذا ما جاء بدأهم وبدؤهم إن أتانا كان ثنيانا

                                                          يروى : " ثنياننا إن أتاهم كان بدأهم " . والثنى : الأمر يعاد مرتين . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا ثنى في الصدقة يعني لا تؤخذ في السنة مرتين . وقال معن :


                                                          أفي جنب بكر قطعتني ملامة     لعمري لقد كانت ملامتها ثنى

                                                          وقال النمر بن تولب :


                                                          فإذا ما لم تصب رشدا     كان بعض اللوم ثنيانا

                                                          ويقال امرأة ثني ولدت اثنين ، ولا يقال ثلث ولا فوق ذلك . والثناية : حبل من شعر أو صوف . ويحتمل أنه سمي بذلك لأنه يثنى أو يمكن أن يثنى . قال :

                                                          [

                                                          و ] الحجر الأخشن والثنايه

                                                          [ ص: 392 ] والثنيا من الجزور : الرأس أو غيره إذا استثناه صاحبه .

                                                          ومعنى الاستثناء من قياس الباب ، وذلك أن ذكره يثنى مرة في الجملة ومرة في التفصيل ; لأنك إذا قلت : خرج الناس ، ففي الناس زيد وعمرو ، فإذا قلت : إلا زيدا ، فقد ذكرت به زيدا مرة أخرى ذكرا ظاهرا . ولذلك قال بعض النحويين : إنه خرج مما دخل فيه ، فعمل فيه ما عمل عشرون في الدرهم . وهذا كلام صحيح مستقيم .

                                                          والمثناة : طرف الزمام في الخشاش ، كأنه ثاني الزمام . والمثناة : ما قرئ من الكتاب وكرر . قال الله تعالى : ولقد آتيناك سبعا من المثاني أراد أن قراءتها تثنى وتكرر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية