الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: درجات منه قال الزجاج : درجات في موضع نصب بدلا من قوله: أجرا عظيما ، وهو مفسر للأجر . وفي المراد بالدرجات قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنها درجات الجنة ، قال ابن محيريز: الدرجات: سبعون درجة ما بين كل درجتين حضر الفرس الجواد المضمر سبعين سنة ، وإلى نحوه ذهب مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أن معنى الدرجات: الفضائل ، قاله سعيد بن جبير . قال قتادة: كان يقال: الإسلام درجة ، والهجرة في الإسلام درجة ، والجهاد في الهجرة درجة ، والقتل في الجهاد درجة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن زيد: الدرجات: هي السبع التي ذكرها الله تعالى في براءة حين قال: ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ إلى قوله ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم [التوبة 120 ، 121] .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 176 ] فإن قيل: ما الحكمة في أن الله تعالى ذكر في أول الكلام درجة ، وفي آخره درجات؟ فعنه جوابان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أن الدرجة الأولى تفضيل المجاهدين على القاعدين من أولي الضرر منزلة ، والدرجات: تفضيل المجاهدين على القاعدين من غير أولي الضرر منازل كثيرة ، وهذا معنى قول ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أن الدرجة الأولى درجة المدح والتعظيم ، والدرجات: منازل الجنة ، ذكره القاضي أبو يعلى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية