الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6612 ) فصل : ويقتل العبد القن بالمكاتب ، والمكاتب به ، ويقتل كل واحد منهما بالمدبر وأم الولد ، ويقتل المدبر وأم الولد بكل واحد منهما ; لأن الكل عبيد ، فيدخلون في عموم قوله تعالى { والعبد بالعبد } . وقد دل على كون المكاتب عبدا قول النبي صلى الله عليه وسلم : { المكاتب عبد ، ما بقي عليه درهم } . وسواء كان المكاتب قد أدى من كتابته شيئا ، أو لم يؤد ، وسواء ملك ما يؤدي ، أو لم يملك ، إلا إذا قلنا : إنه إذا ملك ما يؤدي فقد صار حرا . فإنه لا يقتل بالعبد ; لأنه حر ، فلا يقتل بالعبد .

                                                                                                                                            وإن أدى ثلاثة أرباع مال الكتابة ، لم يقتل به أيضا ; لأنه يصير حرا ، ومن لم يحكم بحريته إلا بأداء جميع الكتابة ، أجاز قتله به . وقال أبو حنيفة : إذا قتل العبد مكاتبا ، له وفاء ووارث سوى مولاه ، لم يقتل به ; لأنه حين الجرح كان المستحق المولى ، وحين الموت الوارث ، ولا يجب القصاص إلا لمن يثبت حقه في الطرفين . ولنا ، قوله تعالى : { النفس بالنفس } . وقوله تعالى : { العبد بالعبد } . ولأنه لو كان قنا ، لوجب بقتله القصاص ، فإذا كان مكاتبا ، كان أولى ، كما لو لم يخلف وارثا . وما ذكروه شيء بنوه على أصولهم ، ولا نسلمه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية