الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        [ ص: 157 ] 6 - باب الحر يجب عليه دين ، ولا يكون له مال ، كيف حكمه ؟

                                                        6148 - حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ، قال : ثنا مسلم بن خالد الزنجي ، عن زيد بن أسلم ، عن عبد الرحمن ابن البيلماني ، قال : كنت بمصر ، فقال لي رجل : ألا أدلك على رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فذهب بي إلى رجل ، فقلت : ممن أنت يرحمك الله ؟ فقال : أنا سرق ، فقلت : رحمك الله ما ينبغي لك أن تسمى بهذا الاسم ، وأنت رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                        فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماني سرق فلن أدع ذلك أبدا .

                                                        قلت : ولم سماك سرق ؟ قال : لقيت رجلا من أهل البادية ببعيرين له يبيعهما فابتعتهما منه ، وقلت له : انطلق معي حتى أعطيك ، فدخلت بيتي ، ثم خرجت من خلف لي ، وقضيت بثمن البعيرين حاجتي ، وتغيبت حتى ظننت أن الأعرابي قد خرج . فخرجت والأعرابي مقيم فأخذني فقدمني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته الخبر .

                                                        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حملك على ما صنعت ؟ قلت : قضيت بثمنهما حاجتي يا رسول الله .

                                                        قال : فاقضه ، قال : قلت : ليس عندي ، قال : أنت سرق ، اذهب به يا أعرابي فبعه حتى تستوفي حقك .

                                                        قال : فجعل الناس يسومونه في ، ويلتفت إليهم ؛ فيقول : ماذا تريدون ؟ فيقولون : نريد أن نبتاعه منك [ فنعتقه ] ، قال : فوالله إن منكم أحد أحوج إليه مني ، اذهب فقد أعتقتك
                                                        .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية