الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عنكب ]

                                                          عنكب : العنكبوت : دويبة تنسج في الهواء وعلى رأس البئر نسجا رقيقا مهلهلا ، مؤنثة ، وربما ذكرت في الشعر ؛ قال أبو النجم :


                                                          مما يسدي العنكبوت إذ خلا

                                                          قال أبو حاتم : أظنه إذ خلا المكان ، والموضع ؛ وأما قوله :


                                                          كأن نسج العنكبوت المرمل

                                                          فإنما ذكره ؛ لأنه أراد النسج ، ولكنه جره على الجوار . قال الفراء : العنكبوت أنثى ، وقد يذكرها بعض العرب ؛ وأنشد قوله :


                                                          على هطالهم منهم بيوت     كأن العنكبوت هو ابتناها

                                                          قال : والتأنيث في العنكبوت أكثر ؛ والجمع : العنكبوتات ، وعناكب ، وعناكيب ؛ عن اللحياني ، وتصغيرها : عنيكب وعنيكيب ، وهي بلغة اليمن : عكنباة ؛ قال :


                                                          كأنما يسقط من لغامها     بيت عكنباة على زمامها

                                                          ويقال لها أيضا : عنكباه وعنكبوه . وحكى سيبويه : عنكباء ، مستشهدا على زيادة التاء في عنكبوت ، فلا أدري أهو اسم للواحد ، أم للجمع . وقال ابن الأعرابي : العنكب الذكر منها ، والعنكبة الأنثى . وقيل : العنكب جنس العنكبوت ، وهو يذكر ويؤنث ، أعني العنكبوت . قال المبرد : العنكبوت أنثى ، ويذكر . والعنزروت أنثى ويذكر والبرغوث أنثى ولا يذكر ، وهو الجمل الذلول ؛ وقول ساعدة بن جؤية :


                                                          مقت نساء بالحجاز صوالحا     وإنا مقتنا كل سوداء عنكب

                                                          قال السكري : العنكب هنا القصيرة . وقال ابن جني : يجوز أن يكون العنكب هاهنا هو العنكب الذي ذكر سيبويه أنه لغة في عنكبوت ، وذكر معه أيضا العنكباء ، إلا أنه وصف به ، وإن كان اسما لما كان فيه معنى الصفة من السواد والقصر ، ومثله من الأسماء المجراة مجرى الصفة ، قوله :


                                                          لرحت وأنت غربال الإهاب

                                                          والعنكبوت : دود يتولد في الشهد ، ويفسد عنه العسل ؛ عن أبي حنيفة . الأزهري : يقال للتيس إنه لمعنكب القرن ، حتى صار كأنه حلقة . والمشعنب : المستقيم . الفراء : في قوله تعالى : مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا قال : ضرب الله بيت العنكبوت مثلا لمن اتخذ من دون الله وليا أنه لا ينفعه ولا يضره ، كما أن بيت العنكبوت لا يقيها حرا ولا بردا . ويقال لبيت العنكبوت : العكدبة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية