الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الخامسة : في لبن الفحل : ثبت { عن النبي صلى الله عليه وسلم من كل طريق وفي كل فريق عن عائشة أن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن على عائشة بعد أن نزل الحجاب ، فقالت عائشة : والله لا آذن لأفلح حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أبا القعيس ليس هو الذي أرضعني ، إنما أرضعتني المرأة . قالت عائشة : فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : يا رسول الله ، إن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن علي فأبيت أن آذن له حتى أستأذنك ، فقال : إنه عمك فليلج عليك } . وهو مذهب أكثر الأئمة وأعيان العلماء . [ ص: 484 ] ورأى سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن وإبراهيم النخعي : أن لبن الفحل لا يحرم ; وصورته أن يكون رجل له امرأتان أرضعت إحداهما صبيا والأخرى صبية ، فيحرم كل واحد منهما على صاحبه ; لأنهما أخوان لأب من لبن ; فيحرمان كما يحرمان لو كانا أخوين لأب من نسب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { يحرم من الرضاع ما يحرم من الولادة } . وهذا ظاهر ، وحديث عائشة نص ، فقد تعاضدا فوجب القضاء به .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية