الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        معلومات الكتاب

                                        إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

                                        ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

                                        صفحة جزء
                                        203 - الحديث السابع : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال { نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يومين : الفطر والنحر . وعن الصماء ، وأن يحتبي الرجل في الثوب الواحد ، وعن الصلاة بعد الصبح والعصر } أخرجه مسلم بتمامه . وأخرج البخاري الصوم فقط .

                                        التالي السابق


                                        أما " صوم يوم العيد " فقد تقدم . وأما " اشتمال الصماء " فقال عبد الغفار الفارسي في مجمعه تفسير الفقهاء : أنه يشتمل بثوب ويرفعه من أحد جانبيه ، فيضعه على منكبيه ، فالنهي عنه ; لأنه يؤدي إلى التكشف ، وظهور العورة . قال : وهذا التفسير لا يشعر به لفظ " الصماء " وقال الأصمعي : هو أن يشتمل بالثوب فيستر به جميع جسده ، بحيث لا يترك فرجة ، يخرج منها يده ، واللفظ مطابق لهذا المعنى .

                                        والنهي عنه : يحتمل وجهين :

                                        أحدهما : أنه يخاف معه أن يدفع إلى حالة سادة لمتنفسه . فيهلك غما تحته إذا لم تكن فيه فرجة . والآخر : أنه إذا تخلل به فلا يتمكن من الاحتراس والاحتراز إن أصابه شيء ، أو نابه مؤذ . ولا يمكنه أن يتقيه [ ص: 421 ] بيديه ، لإدخاله إياهما تحت الثوب الذي اشتمل به . والله أعلم .

                                        وقد مر الكلام في النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر .

                                        وأما الاحتباء في الثوب الواحد : فيخشى منه تكشف العورة .




                                        الخدمات العلمية