الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل ( في تجصيص المساجد والقبور والبيوت ) .

قال المروذي : قلت لأبي عبد الله إن قوما يحتجون في الجص أنه لا بأس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تجصيص القبور فلا بأس أن يجصص الحيطان فقال : وإيش بهذا من الحجة ؟ وأنكره وذكر المروذي أن ابن أسلم الطوسي كان لا يجصص مسجده ، وأنه كان لا يدع بطرسوس مسجدا مجصصا إلا قلعه ، فقال أبو عبد الله : هو من زينة الدنيا ، وسأله المروذي عن الجص والآجر يفضل من المسجد فقال : يصير في مثله .

وقال أبو عبد الله : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم عن تكحيل المسجد : { فقال لا ، عريش كعريش موسى ، وإنما هو شيء يطلى به كالكحل } . أي فلم يرخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم وقال في الغنية لا بأس بتجصيص المساجد وتطييبها ، وسألت أبا عبد الله عن الرجل يجصص فقال : أما أرض البيت فيقيهم من التراب وكره تجصيص الحيطان قال ورأيت في حجرة أبي عبد الله بيتا فيه صور [ ص: 422 ] سقفه سواد وبياض فطمسناه وهو معنا حتى بيضنا السقف كله .

وذكر حديث الأحنف بن قيس أنه قدم من سفر وقد حمروا سقاف بيته ولعله سقف بيته قال : لا أدخله حتى يغير وأبو عبد الله مناولة عن عبد الصمد ثنا حماد ثنا سعيد بن جمهان عن سفينة أبي عبد الرحمن أن رجلا ضاف عليا فقالت له فاطمة : لو دعونا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل معنا ، فذكر الحديث وفيه قال : { ليس لي أو لنبي أن يدخل بيتا مزوقا . } إسناد حسن وسعيد فيه كلام وحديثه حسن إن شاء الله تعالى ورواه أبو داود والبيهقي .

التالي السابق


الخدمات العلمية