الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            [ ص: 80 ] ( قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون )

                                                                                                                                                                                                                                            قوله تعالى : ( قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون ) اعلم أن في الآية مسائل :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : اختلفوا في تلك المحاجة وذكروا وجوها :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدها : أن ذلك كان قولهم إنهم أولى بالحق والنبوة لتقدم النبوة فيهم والمعنى : أتجادلوننا في أن الله اصطفى رسولا من العرب لا منكم وتقولون : لو أنزل الله على أحد لأنزل عليكم ، وترونكم أحق بالنبوة منا .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : قولهم : نحن أحق بالإيمان من العرب الذين عبدوا الأوثان .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : قولهم ( نحن أبناء الله وأحباؤه ) [المائدة : 18] وقولهم : ( لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ) [البقرة : 111] وقولهم : ( كونوا هودا أو نصارى تهتدوا ) عن الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                            ورابعها : ( أتحاجوننا في الله ) أي : أتحاجوننا في دين الله .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : هذه المحاجة كانت مع من ؟ ذكروا فيه وجوها :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدها : أنه خطاب لليهود والنصارى .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : أنه خطاب مع مشركي العرب حيث قالوا : ( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) [الزخرف : 31] والعرب كانوا مقرين بالخالق .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : أنه خطاب مع الكل ، والقول الأول أليق بنظم الآية .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية