الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عوم ]

                                                          عوم : العام : الحول يأتي على شتوة وصيفة ، والجمع أعوام ، لا يكسر على غير ذلك ، وعام أعوم على المبالغة . قال ابن سيده : وأراه في الجدب كأنه طال عليهم لجدبه وامتناع خصبه ، وكذلك أعوام عوم وكان قياسه عوم لأن جمع أفعل فعل لا فعل ، ولكن كذا يلفظون به كأن الواحد عام عائم ، وقيل : أعوام عوم من باب ( شعر شاعر وشغل شاغل وشيب شائب وموت مائت ) يذهبون في كل ذلك إلى المبالغة ، فواحدها على هذا عائم ؛ قال العجاج :


                                                          من مر أعوام السنين العوم



                                                          قال الجوهري : وهو في التقدير جمع عائم إلا أنه لا يفرد بالذكر لأنه ليس باسم ، وإنما هو توكيد ، قال ابن بري : صواب إنشاد هذا الشعر : ومر أعوام ؛ وقبله :


                                                          كأنها بعد رياح الأنجم



                                                          وبعده :


                                                          تراجع النفس بوحي معجم



                                                          وعام معيم : كأعوم ؛ عن اللحياني . وقالوا : ناقة بازل عام وبازل عامها ؛ قال أبو محمد الحذلمي :


                                                          قام إلى حمراء من كرامها     بازل عام أو سديس عامها



                                                          ابن السكيت : يقال لقيته عاما أول ، ولا تقل عام الأول . وعاومه معاومة وعواما : استأجره للعام ؛ عن اللحياني . وعامله معاومة أي : للعام . وقال اللحياني : المعاومة أن تبيع زرع عامك بما يخرج من قابل . قال اللحياني : والمعاومة أن يحل دينك على رجل فتزيده في الأجل ويزيدك في الدين ، قال : ويقال هو أن تبيع زرعك بما يخرج من قابل في أعرض المشتري . وحكى الأزهري عن أبي عبيد قال : أجرت فلانا معاومة ومسانهة وعاملته معاومة ، كما تقول مشاهرة ومساناة أيضا ، والمعاومة المنهي عنها أن تبيع زرع عامك أو ثمر نخلك أو شجرك لعامين أو ثلاثة . وفي الحديث : نهي عن بيع النخل معاومة ، وهو أن تبيع ثمر النخل أو الكرم أو الشجر سنتين أو ثلاثا فما فوق ذلك . ويقال : عاومت النخلة إذا حملت سنة ولم تحمل أخرى ، وهي مفاعلة من العام السنة ، وكذلك سانهت حملت عاما وعاما لا . ورسم عامي : أتى عليه عام ؛ قال :


                                                          من أن شجاك طلل عامي



                                                          ولقيته ذات العويم أي : لدن ثلاث سنين مضت أو أربع . قال الأزهري : قال أبو زيد يقال جاورت بني فلان ذات العويم ، ومعناه العام الثالث مما مضى فصاعدا إلى ما بلغ العشر . ثعلب عن ابن الأعرابي : أتيته ذات الزمين وذات العويم أي : منذ ثلاثة أزمان وأعوام ، وقال في موضع آخر : هو كقولك لقيته مذ سنيات ، وإنما أنث فقيل ذات العويم وذات الزمين لأنهم ذهبوا به إلى المرة والأتية الواحدة . قال الجوهري : وقولهم لقيته ذات العويم وذلك إذا لقيته بين الأعوام ، كما يقال لقيته ذات الزمين وذات مرة . وعوم الكرم تعويما : كثر حمله عاما وقل آخر . وعاومت النخلة : حملت عاما ولم تحمل آخر . وحكى الأزهري عن النضر : عنب معوم إذا حمل عاما ولم يحمل عاما . وشحم معوم أي : شحم عام بعد عام . قال الأزهري : وشحم معوم شحم عام بعد عام ؛ قال أبو وجزة السعدي :


                                                          تنادوا بأغباش السواد فقربت     علافيف قد ظاهرن نيا معوما



                                                          أي : شحما معوما ؛ وقول العجير السلولي :


                                                          رأتني تحادبت الغداة ومن يكن     فتى عام عام الماء فهو كبير



                                                          فسره ثعلب فقال : العرب تكرر الأوقات فيقولون أتيتك يوم يوم [ ص: 343 ] قمت ، ويوم يوم تقوم . والعوم : السباحة ، يقال : العوم لا ينسى . وفي الحديث : علموا صبيانكم العوم ، هو السباحة . وعام في الماء عوما : سبح . ورجل عوام : ماهر بالسباحة ؛ وسير الإبل والسفينة عوم أيضا ؛ قال الراجز :


                                                          وهن بالدو يعمن عوما



                                                          قال ابن سيده : وعامت الإبل في سيرها على المثل . وفرس عوام : جواد كما قيل سابح . وسفين عوم : عائمة ؛ قال :


                                                          إذا اعوججن قلت صاحب     قوم بالدو أمثال السفين العوم



                                                          وعامت النجوم عوما : جرت ، وأصل ذلك في الماء . والعومة - بالضم : دويبة تسبح في الماء كأنها فص أسود مدملكة ، والجمع عوم ؛ قال الراجز يصف ناقة :


                                                          قد ترد النهي تنزى عومه     فتستبيح ماءه فتلهمه
                                                          حتى يعود دحضا تشممه



                                                          والعوام - بالتشديد : الفرس السابح في جريه . قال الليث : يسمى الفرس السابح عواما يعوم في جريه ويسبح . وحكى الأزهري عن أبي عمرو : العامة المعبر الصغير يكون في الأنهار ، وجمعه عامات . قال ابن سيده : والعامة هنة تتخذ من أغصان الشجر ونحوه ، يعبر عليها النهر ، وهي تموج فوق الماء ، والجمع عام وعوم . الجوهري : العامة الطوف الذي يركب في الماء . والعامة والعوام : هامة الراكب إذا بدا لك رأسه في الصحراء وهو يسير ، وقيل : لا يسمى رأسه عامة حتى يكون عليه عمامة . ونبت عامي أي : يابس أتى عليه عام ؛ وفي حديث الاستسقاء : سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل

                                                          وهو منسوب إلى العام لأنه يتخذ في عام الجدب كما قالوا للجدب السنة . والعامة : كور العمامة ؛ وقال :


                                                          وعامة عومها في الهامه



                                                          والتعويم : وضع الحصد قبضة قبضة ، فإذا اجتمع فهي عامة ، والجمع عام . والعومة : ضرب من الحيات بعمان ؛ قال أمية :


                                                          المسبح الخشب فوق الماء سخرها     في اليم جريتها كأنها عوم


                                                          والعوام - بالتشديد : رجل . وعوام : موضع . وعائم : صنم كان لهم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية