الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن صصرى

                                                                                      الشيخ الجليل القاضي مسند الشام شمس الدين أبو القاسم الحسين بن أبي الغنائم هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن صصرى الربعي التغلبي الجزري البلدي الدمشقي ، أخو الحافظ أبي المواهب .

                                                                                      ولد سنة بضع وثلاثين وخمسمائة .

                                                                                      وسمع من أبيه ، وجده ، وجده لأمه أبي المكارم بن هلال ، وعبدان بن زرين ، وأبي القاسم بن البن ، ونصر بن مقاتل ، وأبي طالب بن [ ص: 283 ] حيدرة وحمزة بن الحبوبي ، وحمزة بن كروس ، وعلي بن أحمد الحرستاني ، والفلكي ، والصائن وأخيه الحافظ وحسان بن تميم ، وعبد الواحد بن قزة ، وعلي بن عساكر بن سرور المقدسي ، وعدد كثير . وسمع بمكة من أبي حنيفة محمد بن عبيد الله الخطيبي ، وبحلب من أبي طالب بن العجمي .

                                                                                      وأجاز له علي بن الصباغ ، ومحمد بن السلال ، وأبو محمد سبط الخياط ، وأحمد بن الآبنوسي ، ومحمد بن طراد ، وأبو الفضل الأرموي ، والفقيه نصر الله بن محمد المصيصي ، وخلق . وخرج له البرزالي مشيخة في مجلد .

                                                                                      حدث عنه الضياء ، والقوصي ، والمنذري ، والجمال بن الصابوني ، والزين خالد ، وأبو بكر بن طرخان ، وإبراهيم بن عثمان اللمتوني ، والشرف أحمد بن أحمد الفرضي ، والجمال أحمد بن أبي محمد المغاري ، والتقي بن الواسطي وأخوه ، والتقي ابن مؤمن ، والعز بن الفراء ، وعبد الحميد بن حولان ، ونصر الله بن عياش ، وأبو المعالي الأبرقوهي ، وأبو جعفر بن الموازيني ، وخلق . تفقه قليلا على أبي سعيد بن عصرون . قال البرزالي : كان يسأل من غير حاجة ، وهو مسند الشام في زمانه . وقال ابن الحاجب : ربما كان يأخذ من آحاد الأغنياء على التسميع . قال محمد بن الحسن بن سلام : كان فيه شح بالتسميع إلا بعرض من [ ص: 284 ] الدنيا ، وهو من بيت حديث وأمانة وصيانة . كان أخوه من علماء الحديث ، وقرأت عليه " علوم الحديث " للحاكم في ميعادين ، وكان متمولا ، له مال وأملاك ، رزئ في ماله مرات .

                                                                                      وقال ابن الحاجب أيضا : كان صاحب أصول ، لين الجانب ، بهيا ، سهل الانقياد ، مواظبا على أوقات الصلوات ، متجنبا لمخالطة الناس ، وهو من ربيعة الفرس .

                                                                                      مات في الثالث والعشرين من المحرم سنة ست وعشرين وستمائة ، وصلى عليه الخطيب الدولعي بالجامع ، والقاضي شمس الدين الخوئي بظاهر البلد ، والتاج القرطبي بمقبرته بسفح قاسيون .

                                                                                      وفيها توفي محدث مصر عبد الوهاب بن عتيق بن وردان العامري ، وشرف النساء بنت أحمد بن الآبنوسي ، والشريف البهاء الفضل بن عقيل العباسي ، وأبو الحسن محمد بن محمد بن أبي حرب النرسي ، وأبو نصر المهذب بن علي بن قنيدة الأزجي ، والشهاب ياقوت الحموي الرومي صاحب التواليف ، وأبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش بن القديم الشلبي ، وصاحب اليمن الملك المسعود أقسيس بن الكامل .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية