الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عيش ]

                                                          عيش : العيش : الحياة عاش يعيش عيشا وعيشة ومعيشا ومعاشا وعيشوشة . قال الجوهري : كل واحد من قوله معاشا ومعيشا يصلح أن يكون مصدرا وأن يكون اسما مثل معاب ومعيب وممال ومميل ، وأعاشه الله عيشة راضية . قال أبو دواد : وسأله أبوه ما الذي أعاشك بعدي ؟ فأجابه :


                                                          أعاشني بعدك واد مبقل آكل من حوذانه وأنسل



                                                          وعايشه : عاش معه كقوله عاشره ؛ قال قعنب بن أم صاحب :


                                                          وقد علمت على أني أعايشهم     لا نبرح الدهر إلا بيننا إحن



                                                          والعيشة : ضرب من العيش . يقال : عاش عيشة صدق وعيشة سوء . والمعاش والمعيش والمعيشة : ما يعاش به ، وجمع المعيشة معايش على القياس ، ومعائش على غير قياس ، وقد قرئ بهما قوله - تعالى : وجعلنا لكم فيها معايش وأكثر القراء على ترك الهمز في معايش إلا ما روي عن نافع فإنه همزها ، وجميع النحويين البصريين يزعمون أن همزها خطأ ، وذكروا أن الهمزة إنما تكون في هذه الياء إذا كانت زائدة مثل صحيفة وصحائف ، فأما معايش فمن العيش الياء أصلية . قال الجوهري : جمع المعيشة معايش بلا همز إذا جمعتها على الأصل ، وأصلها معيشة ، وتقديرها مفعلة ، والياء أصلها متحركة فلا تنقلب في الجمع همزة ، وكذلك مكايل ومبايع ونحوها ، وإن جمعتها على الفرع همزت وشبهت مفعلة بفعيلة كما همزت المصائب لأن الياء ساكنة ؛ قال الأزهري في تفسير هذه الآية : ويحتمل أن يكون معايش ما يعيشون به ، ويحتمل أن يكون الوصلة [ ص: 353 ] إلى ما يعيشون به ، وأسند هذا القول إلى أبي إسحاق ، وقال المؤرج : هي المعيشة . قال : والمعوشة لغة الأزد ؛ وأنشد لحاجر ابن الجعد :


                                                          من الخفرات لا يتم غذاها     ولا كد المعوشة والعلاج



                                                          قال أكثر المفسرين في قوله تعالى : فإن له معيشة ضنكا إن المعيشة الضنك عذاب القبر ، وقيل : إن هذه المعيشة الضنك في نار جهنم ، والضنك في اللغة الضيق والشدة . والأرض معاش الخلق ، والمعاش مظنة المعيشة . وفي التنزيل : وجعلنا النهار معاشا أي : ملتمسا للعيش . والتعيش : تكلف أسباب المعيشة . والمتعيش : ذو البلغة من العيش . يقال : إنهم ليتعيشون إذا كانت لهم بلغة من العيش . ويقال : عيش بني فلان اللبن إذا كانوا يعيشون به ، وعيش آل فلان الخبز والحب ، وعيشهم التمر ، وربما سموا الخبز عيشا . والعائش : ذو الحالة الحسنة . والعيش : الطعام ؛ يمانية . والعيش : المطعم والمشرب وما تكون به الحياة . وفي مثل : أنت مرة عيش ومرة جيش أي : تنفع مرة وتضر أخرى ، وقال أبو عبيد : معناه أنت مرة في عيش رخي ومرة في جيش غزي . وقال ابن الأعرابي لرجل : كيف فلان ؟ قال : عيش وجيش أي : مرة معي ومرة علي . وعائشة : اسم امرأة . وبنو عائشة : قبيلة من تيم اللات ، وعائشة مهموزة ولا تقل عيشة . قال ابن السكيت : تقول هي عائشة ولا تقل العيشة ، وتقول هي ريطة ، ولا تقل رائطة ، وتقول هو من بني عيذ الله ولا تقل عائذ الله . وقال الليث : فلان العائشي ولا تقل العيشي منسوب إلى بني عائشة ؛ وأنشد :


                                                          عبد بني عائشة الهلابعا



                                                          وعياش ومعيش : اسمان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية