الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عيص ]

                                                          عيص : العيص : منبت خيار الشجر ، والعيص : الأصل ، وفي المثل : عيصك منك وإن كان أشبا ؛ معناه أصلك منك وإن كان غير صحيح . وما أكرم عيصه ، وهم آباؤه وأعمامه وأخواله وأهل بيته ؛ قال جرير :


                                                          فما شجرات عيصك في قريش بعشات الفروع ، ولا ضواحي



                                                          وعيص الرجل : منبت أصله . وأعياص قريش : كرامهم ينتمون إلى عيص ، وعيص في آبائهم ؛ قال العجاج :


                                                          من عيص مروان إلى عيص غطم



                                                          قال : والمعيص كما تقول المنبت وهو اسم رجل ؛ وأنشد :


                                                          ولأثأرن ربيعة بن مكدم     حتى أنال عصية بن معيص



                                                          قال شمر : عيص الرجل أصله ؛ وأنشد :

                                                          ولعبد القيس عيص أشب     وقنيب وهجانات ذكر



                                                          والعيصان : من معادن بلاد العرب . والمنبت معيص . والأعياص من قريش : أولاد أمية بن عبد شمس الأكبر ، وهم أربعة : العاص وأبو العاص والعيص وأبو العيص . أبو زيد : من أمثالهم في استعطاف الرجل صاحبه على قريبه وإن كانوا له غير مستأهلين قولهم : منك عيصك وإن كان أشبا ؛ قال أبو الهيثم : وإن كان أشبا أي : وإن كان ذا شوك داخلا بعضه في بعض ، وهذا ذم . قال : وأما قوله :


                                                          ولعبد القيس عيص أشب



                                                          فهو مدح لأنه أراد به المنفعة والكثرة ؛ وفي كلام الأعشى :

                                                          وقذفتني بين عيص مؤتشب



                                                          العيص : أصول الشجر . والعيص أيضا : اسم موضع قرب المدينة على ساحل البحر له ذكر في حديث أبي بصير . ويقال : هو في عيص صدق أي : في أصل صدق . والعيص : السدر الملتف الأصول ، وقيل : الشجر الملتف النابت بعضه في أصول بعض يكون من الأراك ومن السدر والسلم والعوسج والنبع ، وقيل : هو جماعة الشجر ذي الشوك ، وجمع كل ذلك أعياص . قال عمارة : هو من هذه الأصناف ومن العضاه كلها إذا اجتمع وتدانى والتف ، والجمع العيصان . قال : وهو من الطرفاء الغيطلة ومن القصب الأجمة ، وقال الكلابي : العيص ما التف من عاسي الشجر وكثر مثل السلم والطلح والسيال والسدر والسمر والعرفط والعضاه . وعيص أشب : ملتف . ويقال : جئ به من عيصك أي : من حيث كان . وعيص ومعيص : رجلان من قريش . وعيصو بن إسحاق - عليه السلام : أبو الروم . وأبو العيص : كنية . والعيصاء : الشدة كالعوصاء ، وهي قليلة ، وأرى الياء معاقبة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية