الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
[ حيلة في لزوم تأجيل الدين الحال ]

المثال السادس بعد المائة : إذا كان له عليه دين حال ، فاتفقا على تأجيله ، وخاف من عليه الدين أن لا يفي له بالتأجيل ; فالحيلة في لزومه أن يفسخ العقد الذي هو سبب الدين الحال ، ثم يعقده عليه مؤجلا ، فإن كان عن ضمان أو كان بدل متلف أو عن دية ، وقد حلت أو نحو ذلك فالحيلة في لزوم التأجيل أن يبيعه سلعة بمقدار هذا الدين ، ويؤجل عليه ثمنها ، ثم يبيعه المدين تلك السلعة بالدين الذي أجله عليه أولا ، فيبرأ منه ، ويثبت في ذمته نظيره مؤجلا ، فإن خاف صاحب الحق أن لا يفي له من عليه بأدائه عند كل نجم كما أجله فالحيلة أن يشترط عليه أنه إن حل نجم ، ولم يؤده قسطه فجميع المال عليه حال ، فإذا نجمه على هذا الشرط جاز ، وتمكن من مطالبته به حالا ومنجما عند من يرى لزوم تأجيل الحال ومن لا يراه ، أما من لا يراه فظاهر ، وأما من يراه فإنه يجوز تأجيله ; لهذا الشرط كما صرح به أصحاب أبي حنيفة ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية