الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
والله تعالى جعل العبودية وصف أكمل خلقه ، وأقربهم إليه ، فقال [ ص: 122 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=172لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا وقال nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=206إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون وهذا يبين أن الوقف التام في قوله في سورة الأنبياء nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=19وله من في السماوات والأرض هاهنا ، ثم يبتدئ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=19ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون فهما جملتان تامتان مستقلتان ، أي إن له من في السماوات ومن في الأرض عبيدا وملكا ، ثم استأنف جملة أخرى فقال nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=19ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته يعني أن الملائكة الذين عنده لا يستكبرون عن عبادته يعني لا يأنفون عنها ، ولا يتعاظمون ولا يستحسرون ، فيعيون وينقطعون يقال : حسر واستحسر ، إذا تعب وأعيا بل عبادتهم وتسبيحهم كالنفس لبني آدم ، فالأول وصف لعبيد ربوبيته ، والثاني وصف لعبيد إلهيته ، وقال تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا إلى آخر السورة ، وقال nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا وقال nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=17واذكر عبدنا داود وقال nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=41واذكر عبدنا أيوب وقال nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=45واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب وقال عن سليمان nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=30نعم العبد إنه أواب وقال عن المسيح nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=59إن هو إلا عبد أنعمنا عليه فجعل غايته العبودية لا الإلهية ، كما يقول أعداؤه النصارى ، ووصف أكرم خلقه عليه ، وأعلاهم عنده منزلة بالعبودية في أشرف مقاماته ، فقال تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=23وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا وقال تبارك وتعالى nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تبارك الذي نزل الفرقان على عبده وقال nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب فذكره بالعبودية في مقام إنزال الكتاب عليه ، وفي مقام التحدي بأن يأتوا [ ص: 123 ] بمثله ، وقال nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا فذكره بالعبودية في مقام الدعوة إليه ، وقال nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1سبحان الذي أسرى بعبده ليلا فذكره بالعبودية في مقام الإسراء ، وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=980141لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم فإنما أنا عبد ، فقولوا عبد الله ورسوله وفي الحديث أنا عبد ، آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو قال : nindex.php?page=treesubj&link=30589قرأت في التوراة صفة محمد صلى الله عليه وسلم : محمد رسول الله ، عبدي ورسولي ، سميته المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب بالأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويغفر .
وجعل الله سبحانه البشارة المطلقة لعباده ، فقال تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=17فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وجعل الأمن المطلق لهم ، فقال تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=68ياعباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=69الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين وعزل الشيطان عن سلطانه عليهم خاصة ، وجعل سلطانه على من تولاه وأشرك به ، فقال nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=42إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وقال [ ص: 124 ] nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=99إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=100إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون .
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=19803إحسان العبودية أعلى مراتب الدين وهو الإحسان فقال في حديث جبريل وقد سأله عن الإحسان nindex.php?page=hadith&LINKID=980143أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .