الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 119 ] [فصل]

في مسائل غريبة تدعو الحاجة إليها

1 - منها أنه إذا كان يقرأ فعرض له ريح فينبغي أن يمسك عن القراءة حتى يتكامل خروجها، ثم يعود إلى القراءة، كذا رواه ابن أبي داود وغيره، عن عطاء ، وهو أدب حسن.

2 - ومنها أنه إذا تثاءب أمسك عن القراءة حتى ينقضي التثاؤب ثم يقرأ.

[ ص: 120 ] قال مجاهد : وهو حسن، ويدل عليه ما ثبت عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه؛ فإن الشيطان يدخل رواه مسلم .

3 - ومنها أنه إذا قرأ قول الله عز وجل: وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله وقالت اليهود يد الله مغلولة وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ونحو ذلك من الآيات ينبغي أن يخفض بها صوته، كذا كان إبراهيم النخعي - رضي الله عنه – يفعل.

4 - ومنها ما رواه ابن أبي داود بإسناد ضعيف عن الشعبي أنه قيل [ ص: 121 ] له: إذا قرأ الإنسان: إن الله وملائكته يصلون على النبي يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.

5 - ومنها أنه يستحب له أن يقول ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من قرأ والتين والزيتون فقال: أليس الله بأحكم الحاكمين فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين رواه أبو داود والترمذي بإسناد ضعيف، عن رجل، عن أعرابي، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

قال الترمذي : هذا الحديث إنما يروى بهذا الإسناد عن الأعرابي، عن أبي هريرة ، قال: ولا يسمى.

وروى ابن أبي داود والترمذي : ومن قرأ آخر (لا أقسم بيوم القيامة) أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فليقل: بلى .

ومن قرأ: فبأي آلاء ربكما تكذبان أو فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل: آمنت بالله.

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - وابن الزبير وأبي موسى الأشعري - رضي الله عنهم - أنهم كانوا إذا قرأ أحدهم: سبح اسم ربك الأعلى قال: سبحان ربي الأعلى .

وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه كان يقول فيها: (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات .

وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه صلى فقرأ آخر سورة بني إسرائيل ثم قال : الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا .

وقد نص بعض أصحابنا على أنه يستحب أن يقال في الصلاة ما قدمناه.

[ ص: 122 ] وفي حديث أبي هريرة في السور الثلاث، وكذلك يستحب أن يقال باقي ما ذكرناه وما كان في معناه، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية