الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء

                                                                                                          324 حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب وسفيان بن وكيع قالا حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر قال حدثنا أبو الأبرد مولى بني خطمة أنه سمع أسيد بن ظهير الأنصاري وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصلاة في مسجد قباء كعمرة قال وفي الباب عن سهل بن حنيف قال أبو عيسى حديث أسيد حديث حسن غريب ولا نعرف لأسيد بن ظهير شيئا يصح غير هذا الحديث ولا نعرفه إلا من حديث أبي أسامة عن عبد الحميد بن جعفر وأبو الأبرد اسمه زياد مديني

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء )

                                                                                                          بضم القاف ، ثم موحدة ممدودة عند أكثر أهل اللغة قال البكري : من العرب من يذكره فيصرفه ، ومنهم من يؤنثه فلا يصرفه ، وفي المطالع على ثلاثة أميال من المدينة . وقال ياقوت : على يسار قاصد مكة ، وهو من عوالي المدينة ، وسمي باسم بئر هناك ، كذا في الفتح . ومسجد قباء هو مسجد بني عمرو بن عوف ، وهو أول مسجد أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو الأبرد مولى بني خطمة ) بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء المهملة اسمه زياد المدني مقبول كذا في التقريب ( أنه سمع أسيد بن حضير ) كلاهما بالتصغير ولهما صحبة .

                                                                                                          قوله : ( الصلاة في مسجد قباء كعمرة ) أي الصلاة الواحدة فيما يعدل ثوابها ثواب عمرة .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن سهل بن حنيف ) أخرجه النسائي وابن ماجه مرفوعا بلفظ : من خرج حتى يأتي هذا المسجد مسجد قباء فيصلي فيه كان له كعدل عمرة . وفي الباب أيضا ما [ ص: 236 ] أخرجه الطبراني من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي عن سعيد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده مرفوعا : من توضأ فأسبغ الوضوء ، ثم عمد إلى مسجد قباء لا يريد غيره ولا يحمله على الغدو إلا الصلاة في مسجد قباء فصلى فيه أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بأم القرآن كان له كأجر المعتمر إلى الله . ويزيد بن عبد الملك ضعيف كذا في عمدة القاري . وفي الباب أيضا ما رواه عمر بن شبة في أخبار المدينة بإسناد عن سعد بن أبي وقاص قال : لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب إلي من أن آتي بيت المقدس مرتين ، لو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل . كذا في فتح الباري . وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزوره راكبا وماشيا ، رواه البخاري وغيره عن ابن عمر ، وفي رواية : كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيا وراكبا .

                                                                                                          قوله : ( قال ) أي أبو عيسى ( حديث أسيد حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد وابن ماجه والحاكم . قال الذهبي في الميزان في ترجمة زياد أبي الأبرد : روى عن أسيد بن ظهير صحح له الترمذي حديثه وهو : صلاة في مسجد قباء كعمرة ، وهذا حديث منكر ، روى عنه عبد الحميد بن جعفر فقط ، انتهى . قلت : لا أدري ما وجه كونه منكرا ، ويشهد له حديث سهل بن حنيف وحديث كعب بن عجرة .

                                                                                                          قوله : ( وأبو الأبرد اسمه زياد مديني ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب : أبو الأبرد المدني مولى بني خطمة . روى عن أسيد بن ظهير وعنه عبد الحميد بن جعفر روى له الترمذي وابن ماجه حديثا واحدا : صلاة في مسجد قباء كعمرة ، قال : تبع المصنف في ذلك كلام الترمذي وهو وهم ، وكأنه اشتبه عليه بأبي الأبرد الحارثي ، فإن اسمه زياد كما قال ابن معين وأبو أحمد الحاكم وأبو بشر الدولابي وغيرهم . والمعروف أن أبا الأبرد لا يعرف اسمه وقد ذكره في من لا يعرف اسمه أبو أحمد الحاكم في الكنى وابن أبي حاتم وابن حبان ، وأما الحاكم أبو عبد الله فقال في المستدرك : اسمه موسى بن سليم ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية