الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض ؛ يعني أن الأرض المقدسة محرم عليهم دخولها؛ أي : هم ممنوعون من ذلك؛ قال بعض النحويين : " أربعين سنة " ؛ يجوز أن تكون منصوبة بقوله : " محرمة " ؛ ويجوز أن يكون منصوبا بقوله : " يتيهون " ؛ أما نصبه بـ " محرمة " ؛ فخطأ؛ لأن التفسير جاء بأنها محرمة عليهم أبدا؛ فنصب " أربعين سنة " ؛ بقوله : " يتيهون " ؛ وقيل : عذبهم الله بأن مكثوا في التيه أربعين سنة؛ سيارة؛ لا يقرهم قرار؛ إلى أن مات البالغون الذين عصوا الله؛ ونشأ الصغار؛ وولد من لم يدخل في جملتهم في المعصية؛ وقيل : إن موسى؛ وهارون؛ كانا معهم في التيه؛ قال بعضهم : لم يكن موسى وهارون في التيه؛ لأن التيه عذاب؛ والأنبياء لا يعذبون؛ وجائز أن يكون [ ص: 166 ] كانا في التيه؛ وأن الله - جل اسمه - سهل عليهما ذلك؛ كما سهل على إبراهيم النار؛ فجعلها عليه بردا وسلاما؛ وشأنها الإحراق؛ وقوله : فلا تأس على القوم الفاسقين ؛ جائز أن يكون هذا خطابا لموسى؛ وجائز أن يكون خطابا لمحمد - صلى الله عليه وسلم -؛ أي : لا تحزن على قوم لم يزل شأنهم المعاصي؛ ومخالفة الرسل.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية