الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
مطلب : في كراهة nindex.php?page=treesubj&link=18327نوم المرء قبل غسل الفم واليدين من الدسم : ويكره نوم المرء من قبل غسله من الدهن والألبان للفم واليد ( ويكره ) تنزيها ( نوم المرء ) من ذكر وأنثى إذا أكل دسما له دهنية أو لبنا ( من قبل غسله ) أي غسل المرء الذي أكل ، ومثله من باشر ذلك [ ص: 354 ] حتى حصل له تلويث به ولو لم يأكل ( من الدهن ) الجار والمجرور متعلق بغسله .
والدهن كل ما له دهنية من الودك والسمن والزيت ونحوها ( و ) من ( الألبان ) جمع لبن لأن لأثره دسما وزهومة وقد قدمنا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=35925من بات وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه } إسناد حسن . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم .
قال في النهاية : الغمر بالتحريك الدسم والزهومة من اللحم كالوضر من السمن ، والوضر الأثر من غير الطيب ، ومنه حديث { nindex.php?page=hadith&LINKID=17707جعل يأكل ويتتبع باللقمة وضر الصحفة } أي دسمها وأثر الطعام فيها .
وفي حديث أم هانئ { nindex.php?page=hadith&LINKID=24198فسكبت له في صحفة إني لأرى فيها وضر العجين } .
وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما { nindex.php?page=hadith&LINKID=12103أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فمضمض ، وقال : إن له دسما } . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وغيرهما من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه ولفظه { nindex.php?page=hadith&LINKID=12103أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلب شاة وشرب من لبنها ودعا بماء فمضمض فاه وقال : إن له دسما }
وأما ما رواه أبو الحسن بن الضحاك عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه { nindex.php?page=hadith&LINKID=12103أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فلم يتمضمض ولم يتوضأ } فضعيف ، وعلى فرض ثبوته فيكون تركه صلى الله عليه وسلم لبيان الجواز ، ونحن إنما نقول بالكراهة حيث ترك غسل أثر الدهن واللبن ونحوهما مما له دسومة عند إرادة النوم ( للفم ) متعلق بغسله ( واليد ) معطوف عليه .
وقد تقدم حديث { nindex.php?page=hadith&LINKID=11089إن الشيطان حساس لحاس فاحذروه على أنفسكم ، من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه } رواه الترمذي وحسنه nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم . وتقدم الكلام على هذا في آداب الأكل وهذا إنما ذكر هنا لأنه من آداب النوم أيضا ، والله أعلم .