الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              646 (باب النهي عن سبق الإمام بالركوع والسجود )

                                                                                                                              وقال النووي : (باب تحريم سبق الإمام بر كوع، أو سجود، ونحوهما ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 150 ج 4 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ عن المختار بن فلفل، ، عن أنس، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم. فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه فقال: أيها الناس! إني إمامكم. فلا تسبقوني بالركوع، ولا بالسجود، ولا بالقيام، ولا [ ص: 369 ] بالانصراف. فإني أراكم أمامي ومن خلفي". ثم قال: "والذي نفس محمد بيده! لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا". قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: "رأيت الجنة والنار" . ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أنس ) ، رضي الله عنه، (قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم. فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه فقال: "أيها الناس ! إني إمامكم. فلا تسبقوني بالركوع؛ ولا بالسجود، ولا بالقيام؛ ولا بالانصراف" ) .

                                                                                                                              فيه: تحريم هذه الأمور؛ وما في معناها.

                                                                                                                              والمراد بالانصراف: السلام. وقد تقدم الكلام على هذه المسألة مفصلا. فراجع في موضعه.

                                                                                                                              "فإني أراكم أمامي، ومن خلفي". ثم قال: "والذي نفس محمد بيده ! لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا". قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: "رأيت الجنة والنار".

                                                                                                                              [ ص: 370 ] وفي حديث أبي هريرة عند مسلم بلفظ: (قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما. ثم انصرف، فقال: "يا فلان ! ألا تحسن صلاتك؟ ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي؟ فإنما يصلي لنفسه. إني والله ! لأبصر من ورائي كما أبصر من بين يدي"..

                                                                                                                              وفي رواية: "هل ترون قبلتي ها هنا ؟ فوالله ! ما يخفى علي ركوعكم، ولا سجودكم، إني لأراكم وراء ظهري".

                                                                                                                              وفي رواية: "أقيموا الركوع، والسجود، فوالله ! إني لأراكم من بعدي". وربما قال:- من بعد ظهري "إذا ركعتم وسجدتم".

                                                                                                                              قال أهل العلم: إن الله تعالى خلق له صلى الله عليه وسلم إدراكا في قفاه، يبصر به من ورائه. وقد انخرقت له العادة بأكثر من هذا. وليس يمنع من هذا عقل، ولا شرع.

                                                                                                                              بل ورد الشرع بظاهره، فوجب القول به.

                                                                                                                              قال عياض: قال أحمد، وجمهور العلماء: هذه الرؤية رؤية بالعين حقيقة.




                                                                                                                              الخدمات العلمية