الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا [72]

                                                                                                                                                                                                                                      وإن منكم لمن ليبطئن أي: ليتثاقلن وليتخلفن عن الجهاد والخروج مع الجماعة لنفاق، أو معناه: ليثبطن غيره، كما كان المنافقون يثبطون غيرهم، وكان هذا ديدن المنافق عبد الله بن أبي، وهو الذي ثبط الناس يوم أحد، وقد روي عن كثير من التابعين أن الآية [ ص: 1393 ] نزلت في المنافقين، فإن ما حكي عنهم هو دأبهم، وقيل: الخطاب للمؤمنين وقوفا مع صدر الآية، فإنه قال: يا أيها الذين آمنوا ثم قال وإن منكم وقد قال تعالى في المنافقين: ما هم منكم

                                                                                                                                                                                                                                      قال الحاكم: والتقدير على القول الأول: وإن منكم - على زعمه - في الظاهر أو في حكم الشرع.

                                                                                                                                                                                                                                      فإن أصابتكم مصيبة كهزيمة، وشهادة، وغلب العدو لكم لما لله في ذلك من الحكمة قال أي: المبطئ فرحا بصنعه ومعجبا برأيه قد أنعم الله علي بالقعود إذ لم أكن معهم شهيدا أي: حاضرا في المعركة، فيصيبني ما أصابهم، يعد ذلك من نعم الله عليه، ولم ير ما فاته من الأجر في الصبر أو الشهادة إن قتل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية