الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
سورة الأعلى جل وعلا

مكية في قول الجمهور، وقيل: مدنية، وآيها: تسع عشرة آية، وحروفها: مئتان وستة وثمانون حرفا، وكلمها: اثنتان وسبعون كلمة.

بسم الله الرحمن الرحيم

سبح اسم ربك الأعلى .

[1] سبح أي: نزه اسم ربك الأعلى عن النقائص، وما يقول المشركون، و (الاسم) الذي هو ألف سين ميم تارة يأتي في مواضع يراد به المسمى، وتارة يراد به التسمية نفسها؛ نحو قوله - صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما"، وهذه الآية تحتمل الوجهين، فعلى الأول يكون صلة كالزائد، تقديره: سبح ربك؛ أي: نزهه، وعلى الثاني يكون المعنى: نزه اسم ربك عن أن يسمى به صنم أو وثن، فيقال له: إله ورب، ونحو ذلك، والأعلى يصح أن يكون صفة للرب، وأن يكون صفة للاسم.

وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا قرأ هذه الآية قال: "سبحان ربي الأعلى"، وفعله جماعة [ ص: 340 ] من الصحابة، ولما نزلت هذه الآية، قال - صلى الله عليه وسلم: "اجعلوها في سجودكم"، وتقدم اختلاف الأئمة في ذلك آخر سورة الواقعة.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية