الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                    صفحة جزء
                    ( جهل المعتزلة بالكتاب والسنة ) قوم لم يتدينوا بمعرفة آية من كتاب الله في تلاوة أو دراية ، ولم يتفكروا في معنى آية ففسروها أو تأولوها على معنى اتباع من سلف من صالح علماء الأمة إلا على ما أحدثوا من آرائهم الحديثة ، ولا اغبرت أقدامهم في طلب سنة ، أو عرفوا من شرائع الإسلام مسألة .

                    فيعد رأي هؤلاء حكمة وعلما وحججا وبراهين ، ويعد كتاب الله وسنة رسوله حشوا وتقليدا ، وحملتها [ ص: 12 ] جهالا وبلها - ذلك - ظلما وعدوانا وتحكما وطغيانا .

                    ثم تكفيره للمسلمين بقول هؤلاء ، إذ لا حجة عندهم بتكفير الأمة إلا مخالفتهم قولهم من غير أن يتبين لهم خطؤهم في كتاب أو سنة ، وإنما وجه خطئهم عندهم إعراضهم عما نصبوا من آرائهم لنصرة جدلهم ، وترك اتباعهم لمقالتهم ، واستحسانهم لمذاهبهم ، فهو كما قال الله - عز وجل : ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ) .

                    التالي السابق


                    الخدمات العلمية