الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فما كان كتابي هذا من تفسير الزمخشري - رحمه الله تعالى - فأخبرني به أستاذنا العلامة أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير قراءة مني عليه فيه ، وإجازة أيام كنت أبحث معه في كتاب سيبويه عن القاضي ابن الخطاب محمد بن أحمد بن خليل السكوني عن أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي ، ح وأخبرني به عاليا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي عرف بابن البخاري في كتابه إلي من دمشق عن أبي طاهر الخشوعي وهو آخر من حدث عنه عن الزمخشري ، وما كان في هذا الكتاب من تفسير ابن عطية [ ص: 11 ] فأخبرني به القاضي الإمام أبو علي الحسين بن عبد العزيز بن أبي الأحوص القرشي قراءة مني عليه لبعضه ومناولة عن الحافظ أبي الربيع سليمان بن موسى بن سالم الكلاعي قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الأنصاري يعرف بابن حبيش ، قال : أخبرنا به مصنفه قراءة عليه لجميعه ، وأخبرني به عاليا القاضي الأصولي المتكلم أبو الحسن محمد ابن القاضي الأصولي المتكلم أبي عامر يحيى بن عبد الرحمن الأشعري نسبا ومذهبا ، إجازة كتبها لي بخطه بغرناطة عن أبي الحسن علي بن أحمد بن علي الغافقي الشقوري بقرطبة ، وهو آخر من حدث عن ابن عطية ، وهو آخر من روى عنه ، واعتمدت في أكثر نقول كتابي هذا على كتاب التحرير والتحبير لأقوال أئمة التفسير من جمع شيخنا الصالح القدوة الأديب جمال الدين أبي عبد الله محمد بن سليمان بن حسن بن حسين المقدسي عرف بابن النقيب - رحمه الله تعالى - إذ هو أكبر كتاب رأيناه صنف في علم التفسير ، يبلغ في العدد مائة سفر أو يكاد ، إلا أنه كثير التكرير ، قليل التحرير ، مفرط الإسهاب ، لم يعد جامعه من نسخ كتب في كتابه ، كذلك كان فيه بحال التهذيب ومراد الترتيب ، وهذا الكتاب روايتي بالإجازة من جامعه - رحمه الله تعالى - وقد شاهدناه غير مرة حين جمعه يقول للناسخ : اقرأ علي ، فيقرأ عليه ، فيقول : اكتب من كذا إلى كذا ، وينقل ما في كتب التفسير التي اعتمدها ، ويعزو في أكثر المواضع ما ينقل منها إلى مصنف ذلك الكتاب ، وكان فيه فضيلة أدب وله نثر ونظم متوسط - رحمه الله تعالى ورضي عنه - .

( وقد تقدم أني قرأت كتاب الله - تعالى - على جماعة من المقرئين - رحمهم الله تعالى - ) وأنا الآن أسند قراءتي القرآن من بعض الطرق ، وأذكر شيئا مما ورد في القرآن برواية ورش ، وهي الرواية التي ننشأ عليها ببلادنا ونتعلمها أولا في المكتب على المسند المعمر العدل أبي طاهر إسماعيل بن هبة الله بن علي المليجي بمصر ، وقرأها على أبي الجود غياث بن فارس بن مكي المنذري بمصر ، وقرأها على أبي الفتوح ناصر بن الحسن بن إسماعيل الزيدي بمصر ، وقرأها على أبي الحسن يحيى بن علي بن أبي الفرج الخشاب بمصر ، وقرأها على أبي الحسن أحمد بن سعيد بن نفيس بمصر ، وقرأها على ابن عدي عبد العزيز بن علي بن محمد عرف بابن الإمام بمصر ، وقرأها على أبي بكر بن عبد الله بن مالك بن سيف بمصر ، وقرأها على أبي يعقوب بن يوسف بن عمرو بن سيار ويقال يسار الأزرق بمصر ، وقرأها على أبي عمرو عثمان بن سعيد بن عدي الملقب بورش بمصر ، وقرأها على أبي عبد الرحمن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم بمدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأ نافع على أبي جعفر يزيد بن القعقاع بمدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأ يزيد على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي بمدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأ عبد الله على أبي المنذر أبي بن كعب بمدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأ أبي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . هذا إسناد صحيح دائر بين مصري ومدني ، فمن شيخي إلى ورش مصريون ، ومن نافع إلى من بعده مدنيون . ( ومثل هذا الإسناد عزيز الوجود ، بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة عشر رجلا ) ، وهذا من أعلى الأسانيد التي وقعت لي ، وقد وقع لي في بعض القراءات أن بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنى عشر رجلا ، وذلك في قراءة عاصم وهي القراءة التي ينشأ عليها أهل العراق ، وهو إسناد أعلى ما وقع لأمثالنا ، وقرأت القرآن على أبي الطاهر ابن المليجي ، قال : قرأت على أبي الجود ، قال : قرأت على أبي الفتوح الزيدي ، قال : قرأت على أبي الحسن علي بن أحمد الأبهري ، قال : قرأت على أبي الحسن بن إبراهيم الأهوازي ، قال : قرأت على أبي الحسن بن علي بن الحسين بن عثمان الغضايري ، [ ص: 12 ] وقرأ الغضايري على أبي بكر يوسف بن يعقوب بن خالد بن مهران الواسطي ، قال : قرأت على أبي محمد يحيى بن محمد بن قيس الأنصاري العليمي الكوفي ، قال : قرأت على أبي بكر بن عياش ، قال : قرأت على عاصم ، وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي ، وقرأ السلمي على أبي بن كعب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت ، وقرأ هؤلاء الخمسة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

التالي السابق


الخدمات العلمية