الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

      التالي السابق


      ش قوله : ( ليس كمثله شيء . . ) إلخ ؛ دل إثبات صفتي السمع والبصر له سبحانه بعد نفي المثل عنه ، على أنه ليس المراد من نفي المثل نفي الصفات ؛ كما يدعي ذلك المعطلة ، ويحتجون به باطلا ، بل المراد إثبات الصفات مع نفي مماثلتها لصفات المخلوقين .

      قال العلامة ابن القيم رحمه الله : ( قوله : ليس كمثله شيء . . إنما قصد به نفي أن يكون معه شريك أو معبود يستحق العبادة والتعظيم ؛ كما يفعله المشبهون والمشركون ، ولم يقصد به نفي صفات كماله ، وعلوه على خلقه ، وتكلمه بكتبه ، وتكلمه لرسله ، ورؤية المؤمنين له جهرة بأبصارهم كما ترى الشمس والقمر في الصحو . . ) اهـ .

      ومعنى السميع : المدرك لجميع الأصوات مهما خفتت ، فهو يسمع السر والنجوى بسمع هو صفة لا يماثل أسماع خلقه .

      ومعنى البصير : المدرك لجميع المرئيات من الأشخاص والألوان مهما لطفت أو بعدت ، فلا تؤثر على رؤيته الحواجز والأستار ، وهو من فعيل بمعنى مفعل ، وهو دال على ثبوت صفة البصر له سبحانه على الوجه الذي يليق به .

      [ ص: 130 ] روى أبو داود في ( سننه ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية : إن الله كان سميعا بصيرا ، فوضع إبهامه على أذنه ، والتي تليها على عينيه .

      ومعنى الحديث أنه سبحانه يسمع بسمع ، ويرى بعين ، فهو حجة على بعض الأشاعرة الذين يجعلون سمعه علمه بالمسموعات ، وبصره علمه بالمبصرات ، وهو تفسير خاطئ ؛ فإن الأعمى يعلم بوجود السماء ولا يراها ، والأصم يعلم بوجود الأصوات ولا يسمعها .




      الخدمات العلمية