الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : اليوم يئس الذين كفروا من دينكم

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : اليوم يئس الذين كفروا من دينكم قال : يئسوا أن ترجعوا إلى دينهم أبدا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في (شعب الإيمان) عن ابن عباس في قوله : اليوم يئس الذين كفروا من دينكم يقول : يئس أهل مكة أن ترجعوا إلى دينهم عبادة الأوثان أبدا، فلا تخشوهم في اتباع محمد، واخشون في عبادة الأوثان وتكذيب محمد، فلما كان واقفا بعرفات نزل عليه جبريل وهو رافع يده، والمسلمون يدعون الله : اليوم أكملت لكم دينكم يقول : حلالكم وحرامكم، فلم ينزل بعد هذا حلال وحرام، وأتممت عليكم نعمتي قال : منتي فلم يحج معكم مشرك، ورضيت يقول : واخترت لكم [ ص: 180 ] الإسلام دينا ، مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية إحدى وثمانين يوما، ثم قبضه الله إليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد في قوله : اليوم يئس الذين كفروا من دينكم اليوم أكملت لكم دينكم قال : هذا حين فعلت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن جريج في قوله : فلا تخشوهم واخشون قال : فلا تخشوهم أن يظهروا عليكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسلم، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في (الشعب)، عن أبي هريرة ، وأبي سعيد قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنه راض منكم بما تحقرون) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام بأرض العرب، ولكن سيرضى منكم بدون ذلك، بالمحقرات، وهي الموبقات يوم القيامة، فاتقوا المظالم ما استطعتم) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية