nindex.php?page=treesubj&link=28978_30549_31788_32024_33954_34190nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=88قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين nindex.php?page=treesubj&link=28978_19647_28723_30454_32050_33177_33954_34091_34092_34190_34274_34513nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين
أي : ليكونن أحد الأمرين : إما إخراجكم ، وإما عودكم في الكفر .
فإن قلت : كيف خاطبوا
شعيبا - عليه السلام - بالعود في الكفر في قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=88أو لتعودن في ملتنا ، وكيف أجابهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها والأنبياء - عليهم السلام - لا يجوز عليهم من الصغائر إلا ما ليس فيه تنفير ، فضلا عن الكبائر ، فضلا عن الكفر؟
قلت : لما قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=88لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك ، فعطفوا على ضميره الذين دخلوا في الإيمان منهم بعد كفرهم ، قالوا : لتعودن ، فغلبوا الجماعة على الواحد ، فجعلوهم عائدين جميعا ; إجراء للكلام على حكم التغليب ، وعلى ذلك أجرى
شعيب - عليه السلام - جوابه ، فقال : إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها ، وهو يريد عود
[ ص: 475 ] قومه ، إلا أنه نظم نفسه في جملتهم ، وإن كان بريئا من ذلك ; إجراء لكلامه على حكم التغليب .
فإن قلت : فما معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ، والله - تعالى - متعال أن يشاء ردة المؤمنين ، وعودهم في الكفر؟
قلت : معناه إلا أن يشاء الله خذلاننا ومنعنا الألطاف ، لعلمه أنها لا تنفع فينا ، وتكون عبثا ، والعبث : قبيح لا يفعله الحكيم ، والدليل عليه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89وسع ربنا كل شيء علما ، أي : هو عالم بكل شيء مما كان وما يكون ، فهو يعلم أحوال عباده كيف تتحول ، وقلوبهم كيف تتقلب ، وكيف تقسو بعد الرقة ، وتمرض بعد الصحة ، وترجع إلى الكفر بعد الإيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89على الله توكلنا : في أن يثبتنا على الإيمان ، ويوفقنا لازدياد الإيقان ، ويجوز أن يكون قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89إلا أن يشاء الله : حسما لطمعهم في العود ; لأن مشيئة الله لعودهم في الكفر محال خارج عن الحكمة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=88أولو كنا كارهين : الهمزة : للاستفهام ، والواو : واو الحال ، تقديره : أتعيدوننا في ملتكم في حال كراهتنا ، ومع كوننا كارهين ، وما يكون لنا ، وما ينبغي لنا ، وما يصح لنا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89ربنا افتح بيننا : احكم بيننا ، و “ الفتاحة" : الحكومة ، أو أظهر أمرنا حتى يتفتح ما بيننا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89وبين قومنا : وينكشف بأن تنزل عليهم عذابا يتبين معه أنهم على الباطل
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89وأنت خير الفاتحين ; كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80وهو خير الحاكمين [يوسف : 80] .
فإن قلت : كيف أسلوب قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم ؟
[ ص: 476 ] قلت : هو إخبار مقيد بالشرط ، وفيه وجهان : أحدهما : أن يكون كلاما مستأنفا فيه معنى التعجب ، كأنهم قالوا : ما أكذبنا على الله أن عدنا في الكفر بعد الإسلام ; لأن المرتد أبلغ في الافتراء من الكافر ; لأن الكافر مفتر على الله الكذب ; حيث يزعم أن لله ندا ولا ند له ، والمرتد مثله في ذلك وزائد عليه ; حيث يزعم أنه قد تبين له ما خفي عليه من التمييز بين الحق والباطل .
والثاني : أن يكون قسما على تقدير حذف اللام ، بمعنى : والله لقد افترينا على الله كذبا .
nindex.php?page=treesubj&link=28978_30549_31788_32024_33954_34190nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=88قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28978_19647_28723_30454_32050_33177_33954_34091_34092_34190_34274_34513nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهِ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهِ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبُّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ
أَيْ : لَيَكُونَنَّ أَحَدُ الْأَمْرَيْنِ : إِمَّا إِخْرَاجُكُمْ ، وَإِمَّا عَوْدُكُمْ فِي الْكُفْرِ .
فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ خَاطَبُوا
شُعَيْبًا - عَلَيْهِ السَّلامُ - بِالْعَوْدِ فِي الْكُفْرِ فِي قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=88أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ، وَكَيْفَ أَجَابَهُمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا وَالْأَنْبِيَاءُ - عَلَيْهِمُ السَّلامُ - لا يَجُوزُ عَلَيْهِمْ مِنَ الصَّغَائِرِ إِلَّا مَا لَيْسَ فِيهِ تَنْفِيرٌ ، فَضْلًا عَنِ الْكَبَائِرِ ، فَضْلًا عَنِ الْكُفْرِ؟
قُلْتُ : لَمَّا قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=88لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ ، فَعَطَفُوا عَلَى ضَمِيرِهِ الَّذِينَ دَخَلُوا فِي الْإِيمَانِ مِنْهُمْ بَعْدَ كُفْرِهِمْ ، قَالُوا : لَتَعُودُنَّ ، فَغَلَّبُوا الْجَمَاعَةَ عَلَى الْوَاحِدِ ، فَجَعَلُوهُمْ عَائِدِينَ جَمِيعًا ; إِجْرَاءً لِلْكَلامِ عَلَى حُكْمِ التَّغْلِيبِ ، وَعَلَى ذَلِكَ أَجْرَى
شُعَيْبٌ - عَلَيْهِ السَّلامُ - جَوَابَهُ ، فَقَالَ : إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا ، وَهُوَ يُرِيدُ عَوْدَ
[ ص: 475 ] قَوْمِهِ ، إِلَّا أَنَّهُ نَظَّمَ نَفْسَهُ فِي جَمَّلَتْهُمْ ، وَإِنْ كَانَ بَرِيئًا مِنْ ذَلِكَ ; إِجْرَاءً لِكَلامِهِ عَلَى حُكْمِ التَّغْلِيبِ .
فَإِنْ قُلْتَ : فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ، وَاللَّهُ - تَعَالَى - مُتَعَالٍ أَنْ يَشَاءَ رِدَّةَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَعَوْدَهُمْ فِي الْكُفْرِ؟
قُلْتُ : مَعْنَاهُ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ خِذْلانَنَا وَمَنْعَنَا الْأَلْطَافَ ، لِعِلْمِهِ أَنَّهَا لا تَنْفَعُ فِينَا ، وَتَكُونُ عَبَثًا ، وَالْعَبَثُ : قَبِيحٌ لا يَفْعَلُهُ الْحَكِيمُ ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ، أَيْ : هُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ مِمَّا كَانَ وَمَا يَكُونُ ، فَهُوَ يَعْلَمُ أَحْوَالَ عِبَادِهِ كَيْفَ تَتَحَوَّلُ ، وَقُلُوبَهُمْ كَيْفَ تَتَقَلَّبُ ، وَكَيْفَ تَقْسُو بَعْدَ الرِّقَّةِ ، وَتَمْرَضُ بَعْدَ الصِّحَّةِ ، وَتَرْجِعُ إِلَى الْكُفْرِ بَعْدَ الْإِيمَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا : فِي أَنْ يُثَبِّتَنَا عَلَى الْإِيمَانِ ، وَيُوَفِّقَنَا لِازْدِيَادِ الْإِيقَانِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ : حَسْمًا لِطَمَعِهِمْ فِي الْعَوْدِ ; لِأَنَّ مَشِيئَةَ اللَّهِ لِعَوْدِهِمْ فِي الْكُفْرِ مُحَالٌ خَارِجٌ عَنِ الْحِكْمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=88أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ : الْهَمْزَةُ : لِلِاسْتِفْهَامِ ، وَالْوَاوُ : وَاوُ الْحَالِ ، تَقْدِيرُهُ : أَتُعِيدُونَنَا فِي مِلَّتِكُمْ فِي حَالِ كَرَاهَتِنَا ، وَمَعَ كَوْنِنَا كَارِهِينَ ، وَمَا يَكُونُ لَنَا ، وَمَا يَنْبَغِي لَنَا ، وَمَا يَصِحُّ لَنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا : احْكُمْ بَيْنَنَا ، وَ “ الْفَتَّاحَةُ" : الْحُكُومَةُ ، أَوْ أَظْهِرْ أَمْرَنَا حَتَّى يَتَفَتَّحَ مَا بَيْنَنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89وَبَيْنَ قَوْمِنَا : وَيَنْكَشِفَ بِأَنْ تُنْزِلَ عَلَيْهِمْ عَذَابًا يَتَبَيَّنُ مَعَهُ أَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ; كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ [يُوسُفَ : 80] .
فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ أُسْلُوبُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ ؟
[ ص: 476 ] قُلْتُ : هُوَ إِخْبَارٌ مُقَيَّدٌ بِالشَّرْطِ ، وَفِيهِ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنْ يَكُونَ كَلامًا مُسْتَأْنَفًا فِيهِ مَعْنَى التَّعَجُّبِ ، كَأَنَّهُمْ قَالُوا : مَا أَكْذَبَنَا عَلَى اللَّهِ أَنْ عُدْنَا فِي الْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلامِ ; لِأَنَّ الْمُرْتَدَّ أَبْلَغُ فِي الافْتِرَاءِ مِنَ الْكَافِرِ ; لِأَنَّ الْكَافِرَ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ; حَيْثُ يَزْعُمُ أَنَّ لِلَّهِ نِدًّا وَلا نِدَّ لَهُ ، وَالْمُرْتَدُّ مِثْلُهُ فِي ذَلِكَ وَزَائِدٌ عَلَيْهِ ; حَيْثُ يَزْعُمُ أَنَّهُ قَدْ تَبَيَّنَ لَهُ مَا خَفِيَ عَلَيْهِ مِنَ التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ .
وَالثَّانِي : أَنْ يَكُونَ قَسَمًا عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ اللَّامِ ، بِمَعْنَى : وَاللَّهِ لَقَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا .