الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6880 ) فصل : وإذا تقدم إلى صاحب الحائط بنقضه ، فباعه مائلا ، فلا ضمان على بائعه ; لأنه ليس بملك له ، ولا على المشتري ; لأنه لم يطالب بنقضه . وكذلك إن وهبه وأقبضه . وإن قلنا بلزوم الهبة ، زال الضمان عنه بمجرد العقد . وإذا وجب الضمان ، وكان التالف به آدميا ، فالدية على عاقلته ، فإن أنكرت عاقلته كون الحائط لصاحبهم ، لم يلزمهم العقل ، إلا أن يثبت ذلك ببينة ; لأن الأصل عدم الوجوب عليهم ، فلا يجب بالشك . وإن اعترف صاحب الحائط ، لزمه الضمان دونهم ; لأن العاقلة لا تحمل اعترافا . وكذلك إن أنكروا مطالبته بنقضه ، فالحكم على ما ذكرنا . وإن كان الحائط في يد صاحبهم ، وهو ساكن في الدار ، لم يثبت بذلك الوجوب عليهم ; لأن دلالة ذلك على الملك من جهة الظاهر والظاهر لا تثبت به الحقوق ، وإنما ترجح به الدعوى .

                                                                                                                                            ( 6881 ) فصل : وإن لم يمل الحائط ، لكن تشقق ، فإن لم يخش سقوطه ، لكون شقوقه بالطول ، لم يجب نقضه ، وكان حكمه في هذا حكم الصحيح ; لأنه لم يخف سقوطه ، فأشبه الصحيح ، وإن خيف وقوعه ، مثل أن تكون شقوقه بالعرض ، فحكمه حكم المائل ; لأنه يخاف منه التلف ، فأشبه المائل .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية