الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 439 ] 23 - باب: ذكر هند بنت عتبة بن ربيعة- رضي الله عنها-

                                                                                                                                                                                                                              3825 - وقال عبدان: أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزهري، حدثني عروة، أن عائشة- رضي الله عنها- قالت: جاءت هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله، ما كان على ظهر الأرض من أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك. قالت: وأيضا والذي نفسي بيده، قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل مسيك، فهل علي حرج أن أطعم من الذي له عيالنا؟ قال: "لا أراه إلا بالمعروف". [انظر: 2211- مسلم: 1714- فتح: 7 \ 141]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              هي من مسلمة الفتح.

                                                                                                                                                                                                                              وقال عبدان: أنا عبد الله، أنا يونس، عن الزهري، حدثني عروة، عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: جاءت هند بنت عتبة فقالت: يا رسول الله، ما كان على ظهر الأرض من أهل خباء، وفي آخره "إلا بالمعروف".

                                                                                                                                                                                                                              كذا ذكره معلقا عن شيخه، والبيهقي أخرجه من حديث أبي الموجه أنا عبدان فذكره، ثم قال: رواه البخاري عن عبدان ولم يبين كيفية روايته.

                                                                                                                                                                                                                              والبخاري رواه في موضع آخر عن يحيى بن بكير، ثنا الليث، ثنا يونس به، وعن أبي اليمان أخبرني شعيب عن الزهري به.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 440 ] وفيه: تسمية الخباء دارا، وقد نفت ما كانت عليه من البغض; ليعلم صدقها في الحب.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله عند قولها: (أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك). (قال: "وأيضا والذي نفسي بيده") قاله تصديقا لها.

                                                                                                                                                                                                                              وقولها: (مسيك) بكسر الميم وتشديد السين المكسورة وهو البخيل.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: الحكم والفتوى على الغائب، وأن من حكم بشيء يأخذ به من غير علم الظالم مثل قوله تعالى: وجزاء سيئة سيئة مثلها [الشورى: 40] وقوله: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به [النحل: 126]




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية