الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ الفرق بين العموم والعام ]

                                                      وهنا أمور : أحدهما : في الفرق بين العموم والعام ، فالعام هو اللفظ المتناول ، والعموم : تناول اللفظ لما صلح له ، فالعموم مصدر ، والعام : اسم الفاعل مشتق من هذا المصدر ، وهما متغايران ، لأن المصدر الفعل ، والفعل غير الفاعل . ومن هذا يظهر الإنكار على عبد الجبار وابن برهان وغيرهما في قولهم : " العموم اللفظ المستغرق " فإن قيل : أرادوا بالمصدر اسم الفاعل ، قلنا : استعماله فيه مجاز ولا ضرورة لارتكابه مع إمكان الحقيقة ، وفرق القرافي بين الأعم والعام ، بأن الأعم إنما يستعمل في المعنى ، والعام في اللفظ ، فإذا قيل : هذا أعم تبادر الذهن للمعنى ، وإذا قيل : هذا عام تبادر الذهن للفظ .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية