الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          598 - مسألة : ونستحب الصلاة على المولود يولد حيا ثم يموت - استهل أو لم يستهل - وليس الصلاة عليه فرضا ما لم يبلغ ؟

                                                                                                                                                                                          أما الصلاة عليه فإنها فعل خير لم يأت عنه نهي

                                                                                                                                                                                          أما ترك الصلاة عليه فلما روينا من طريق أبي داود : نا محمد بن يحيى بن فارس نا يعقوب بن سعد حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أم المؤمنين قالت { مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانية عشر شهرا ، فلم يصل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم } .

                                                                                                                                                                                          هذا خبر صحيح ولكن إنما فيه ترك الصلاة ، وليس فيه نهي عنها ، وقد جاء أثران مرسلان بأنه عليه السلام صلى عليه ، والمرسل لا حجة فيه ؟ حدثنا عبد الله بن ربيع نا محمد بن معاوية نا أحمد بن شعيب أنا إسماعيل بن مسعود أنا خالد بن الحارث نا سعيد بن عبيد الله الثقفي سمعت زياد بن جبير بن حية يحدث عن أبيه عن المغيرة بن شعبة أنه ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { الراكب خلف الجنازة ، والماشي حيث شاء منها ، والطفل يصلى عليه } .

                                                                                                                                                                                          وبهذا يأخذ جمهور الصحابة

                                                                                                                                                                                          [ ص: 386 ] روينا من طريق الحجاج بن المنهال عن أبي عوانة عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر الصديق قال : أحق من صلينا عليه أطفالنا - : ومن طريق حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن ابن المسيب عن أبي هريرة أنه صلى على منفوس إن عمل خطيئة قط قال : اللهم أعذه من عذاب القبر

                                                                                                                                                                                          ومن طريق حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله قال - إذا استهل الصبي صلي عليه وورث ؟

                                                                                                                                                                                          ومن طريق حماد بن سلمة عن أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر أنه قال : إذا تم خلقه فصاح : صلي عليه وورث ومن طريق شعبة : نا عمرو بن مرة قال : قال لي عبد الرحمن بن أبي ليلى : أدركت بقايا الأنصار يصلون على الصبي إذا مات

                                                                                                                                                                                          ومن طريق يحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرزاق قال يحيى : نا عبيد الله هو ابن عمر - وقال عبد الرزاق : نا معمر عن أيوب ، ثم اتفق عبيد الله ، وأيوب كلاهما عن نافع قال : صلى عبد الله بن عمر على سقط له لا أدري استهل أم لا ؟ هذا لفظ أيوب ، وقال عبيد الله : " مولود " مكان " سقط " .

                                                                                                                                                                                          ومن طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن يونس بن عبيد عن زياد بن جبير عن أبيه عن المغيرة بن شعبة قال : السقط يصلى عليه ويدعى لأبويه بالعافية والرحمة ؟

                                                                                                                                                                                          ومن طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد بن سيرين : أنه كان يعجبه إذا تم خلقه أن يصلى عليه - : ومن طريق حماد بن زيد عن أيوب السختياني { عن ابن سيرين أنه كان يدعو على الصغير كما يدعو على الكبير ، فقيل له : هذا ليس له ذنب ؟ فقال : والنبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له [ ص: 387 ] ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وأمرنا أن نصلي عليه ؟ }

                                                                                                                                                                                          ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وأيوب ، قال قتادة : عن سعيد بن المسيب وقال أيوب : عن محمد بن سيرين قالا جميعا : إذا تم خلقه ونفخ فيه الروح : صلي عليه وإن لم يستهل وروينا عن قتادة عن سعيد بن المسيب في السقط لأربعة أشهر يصلى عليه ؟ قال قتادة : ويسمى ، فإنه يبعث أو يدعى يوم القيامة باسمه . ومن طريق البخاري نا أبو اليمان أنا شعيب هو ابن أبي حمزة - قال ابن شهاب : يصلى على كل مولود متوفى ، وإن كان لغية من أجل أنه ولد على فطرة الإسلام - ثم ذكر حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : { ما من مولود إلا يولد على الفطرة } .

                                                                                                                                                                                          وقال الحسن ، وإبراهيم : يصلى عليه إذا استهل قال أبو محمد : لا معنى للاستهلال ، لأنه لم يوجبه نص ولا إجماع

                                                                                                                                                                                          وقال حماد : إذا مات الصبي من السبي ليس بين أبويه صلي عليه ؟

                                                                                                                                                                                          وروي عن الزبير بن العوام : أنه مات له ابن قد لعب مع الصبيان واشتد ولم يبلغ الحلم ، اسمه عمر فلم يصل عليه

                                                                                                                                                                                          ومن طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير قال : لا يصلى على الصبي ؟

                                                                                                                                                                                          ورويناه أيضا عن سويد بن غفلة

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية