الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                603 باب ترك الوضوء من خروج الدم من غير مخرج الحدث .

                                                                                                                                                [ ص: 140 ] ( أخبرنا ) أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، ثنا محمد بن إسحاق ، حدثني صدقة بن يسار ، عن عقيل بن جابر ، عن جابر بن عبد الله قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة ذات الرقاع من نخل ، فأصاب رجل من المسلمين امرأة رجل من المشركين ، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قافلا ، أتى زوجها ، وكان غائبا ، فلما أخبر الخبر ، حلف لا ينتهي حتى يهريق في أصحاب محمد دما ، فخرج يتبع أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلا ، فقال : " من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه ؟ " . فانتدب رجل من المهاجرين ، ورجل من الأنصار فقالا : نحن يا رسول الله . قال : " فكونا بفم الشعب " . فلما أن خرجا إلى فم الشعب ، قال الأنصاري للمهاجري : أي الليل أحب إليك أن أكفيكه ، أوله أو آخره ؟ قال : بل اكفني أوله . فاضطجع المهاجري ، فنام ، وقام الأنصاري يصلي ، وأتى زوج المرأة ، فلما رأى شخص الرجل ، عرف أنه ربيئة القوم ، فرماه بسهم ، فوضعه فيه ، فنزعه ، فوضعه ، وثبت قائما يصلي ، ثم رماه بسهم آخر ، فوضعه فيه ، فنزعه ، فوضعه ، وثبت قائما يصلي ، ثم عاد له الثالثة فوضعه فيه ، فنزعه ، فوضعه ، ثم ركع ، فسجد ، ثم أهب صاحبه ، فقال : اجلس فقد أتيت . فوثب فلما رآهما الرجل ، عرف أنه قد نذرا به فهرب ، فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء ، قال : سبحان الله أفلا أهببتني أول ما رماك ؟ قال : كنت في سورة أقرؤها ، فلم أحب أن أقطعها حتى أنفدها ، فلما تابع علي الرمي ركعت فآذنتك ، وايم الله ، لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفظه ، لقطعت نفسي قبل أن أقطعها أو أنفدها .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية