الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: فقالوا على الله توكلنا يحتمل وجهين: أحدهما: في الإسلام إليه.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: في الثقة به. ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين فيه وجهان: أحدهما: لا تسلطهم علينا فيفتنوننا ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: لا تسلطهم علينا فيفتتنون بنا لظنهم أنهم على حق ، قاله أبو الضحى وأبو مجلز. قوله عز وجل: وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا يعني تخيرا واتخذا لهم بيوتا يسكنونها ، ومنه قول الراجز:


                                                                                                                                                                                                                                        نحن بنو عدنان ليس شك تبوأ المجد بنا والملك



                                                                                                                                                                                                                                        وفي قوله: بمصر قولان: أحدهما: أنها الإسكندرية ، وهو قول مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه البلد المسمى مصر ، قاله الضحاك . وفي قوله: بيوتا وجهان: [ ص: 447 ] أحدهما: قصورا ، قاله مجاهد . الثاني: مساجد ، قاله الضحاك . واجعلوا بيوتكم قبلة فيه أربعة أقاويل: أحدها: واجعلوها مساجد تصلون فيها ، لأنهم كانوا يخافون فرعون أن يصلوا في كنائسهم ومساجدهم ، قاله الضحاك وابن زيد والنخعي.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: واجعلوا مساجدكم قبل الكعبة ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: واجعلوا بيوتكم التي بالشام قبلة لكم في الصلاة، فهي قبلة اليهود إلى اليوم قاله ابن بحر .

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: واجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا ، قاله سعيد بن جبير . وأقيموا الصلاة فيه وجهان: أحدهما: في بيوتكم لتأمنوا فرعون.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: إلى قبلة مكة لتصح صلاتكم. وبشر المؤمنين قال سعيد بن جبير : بشرهم بالنصر في الدنيا ، وبالجنة في الآخرة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية