الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم علل ذلك بقوله: يعدهم ؛ أي: بأن يخيل إليهم بما يصل إلى قلوبهم بالوسوسة؛ في شيء من الأباطيل؛ أنه قريب الحصول؛ وأنه [ ص: 408 ] لا درك في تحصيله؛ وأنه إن لم يحصل كان في فواته ضرر؛ فيسعون في تحصيله؛ فيضيع عليهم في ذلك الزمان؛ ويرتكبون فيه ما لا يحل من الأهوال؛ والهوان؛ ويمنيهم ؛ أي: يزين لهم تعليق الآمال بما لا يتأتى حصوله؛ ثم بين ذلك بقوله: وما ؛ أي: والحالة أنه ما يعدهم ؛ وأظهر في موضع الإضمار؛ تنبيها على مزيد النفرة؛ فقال: الشيطان ؛ أي: المحترق؛ البعيد عن الخير؛ إلا غرورا ؛ أي: تزيينا بالباطل؛ خداعا؛ ومكرا؛ وتلبيسا؛ إظهارا لما لا حقيقة له - أو له حقيقة سيئة - في أبهى الحقائق؛ وأشرفها؛ وألذها إلى النفس؛ وأشهاها إلى الطبع؛ فإن مادة "غر"؛ و"رغ"؛ تدور على الشرف؛ والحسن؛ ورفاهة العيش؛ فالغرور إزالة ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية