الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما ذكر ما للكافرين؛ ترهيبا؛ أتبعه ما لغيرهم؛ ترغيبا؛ فقال: والذين آمنوا ؛ أي: بوعد لا خلف فيه؛ جنات تجري [ ص: 409 ] وقرب وبعض بقوله: من تحتها الأنهار ؛ أي: لري أرضها؛ فحيثما أجري منها نهر جرى.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان الانزعاج عن مطلق الوطن - ولو لحاجة تعرض - شديدا؛ فكيف بهذا؟! قال: خالدين فيها ؛ ولما كان الخلود يطلق على مجرد المكث الطويل؛ دل على أنه لا إلى آخر؛ بقوله: أبدا ؛ ثم أكد ذلك بأن الواقع يطابقه؛ وهو يطابق الواقع؛ فقال: وعد الله حقا ؛ أي: يطابقه الواقع؛ لأنه الملك الأعظم؛ وقد برز وعده بذلك؛ ومن أحق من الله وعدا؛ وأخبر به خبرا صادقا؛ يطابق الواقع؛ ومن أصدق من الله ؛ أي: المختص بصفات الكمال؛ قيلا ؛ وأكثر من التأكيد هنا؛ لأنه في مقابلة وعد الشيطان؛ ووعد الشيطان موافق للهوى الذي طبعت عليه النفوس؛ فلا تنصرف عنه إلا بعسر شديد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية