الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فتر ]

                                                          فتر : الفترة : الانكسار والضعف . وفتر الشيء والحر وفلان يفتر ويفتر فتورا وفتارا : سكن بعد حدة ولان بعد شدة ؛ وفتره الله تفتيرا وفتر هو ؛ قال ساعدة بن جؤية الهذلي :


                                                          أخيل برقا متى حاب له زجل إذا يفتر من توماضه حلجا



                                                          يريد من سحاب حاب . والزجل : صوت الرعد ؛ وقول ابن مقبل يصف غيثا :


                                                          تأمل خليلي هل ترى ضوء بارق     يمان مرته ريح نجد ففترا

                                                          ؟

                                                          قال حماد الراوية : فتر أي أقام وسكن . وقال الأصمعي : فتر مطر وفرغ ماؤه وكف وتحير . والفتر : الضعف . وفتر جسمه يفتر فتورا : لانت مفاصله وضعف . ويقال : أجد في نفسي فترة ، وهي كالضعفة . ويقال للشيخ : قد علته كبرة وعرته فترة . وأفتره الداء : أضعفه ، وكذلك أفتره السكر . والفتار : ابتداء النشوة ؛ عن أبي حنيفة ؛ وأنشد للأخطل :

                                                          وتجردت بعد الهدير وصرحت صهباء ترمي شربها بفتار

                                                          وفي الحديث : أنه ، صلى الله عليه وسلم ، نهى عن كل مسكر ومفتر ؛ فالمسكر الذي يزيل العقل إذا شرب ، والمفتر الذي يفتر الجسد إذا شرب أي يحمي الجسد ويصير فيه فتورا ؛ فإما أن يكون أفتره بمعنى فتره أي جعله فاترا ، وإما أن يكون أفتر الشراب إذا فتر شاربه كأقطف إذا قطفت دابته . وماء فاتر : بين الحار والبارد . وفتر الماء : سكن حره . وماء فاتور : فاتر . وطرف فاتر : فيه فتور وسجو ليس بحاد النظر . ابن الأعرابي : أفتر الرجل ، فهو مفتر إذا ضعفت جفونه فانكسر طرفه . الجوهري : طرف فاتر إذا لم يكن حديدا . والفتر : ما بين طرف الإبهام وطرف المشيرة . وقيل : ما بين الإبهام والسبابة . الجوهري : الفتر ما بين طرف السبابة والإبهام إذا فتحتهما . وفتر الشيء : قدره وكاله بفتره ، كشبره : كاله بشبره . والفترة : ما بين كل نبيين ، وفي الصحاح : ما بين كل رسولين من رسل الله ، عز وجل ، من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة . وفي الحديث : فترة ما بين عيسى ومحمد ، عليهما الصلاة والسلام . وفي حديث ابن مسعود ، رضي الله عنه : أنه مرض فبكى فقال : إنما أبكي لأنه أصابني على حال فترة ولم يصبني على حال اجتهاد أي في حال سكون وتقليل من العبادات والمجاهدات . وفتر وفتر : اسم امرأة ؛ قال المسيب بن علس ويروى للأعشى :

                                                          أصرمت حبل الوصل من فتر وهجرتها ولججت في الهجر وسمعت حلفتها التي حلفت إن كان سمعك غير ذي وقر

                                                          قال ابن بري : المشهور عند الرواة من فتر ، بفتح الفاء ، وذكر بعضهم أنها قد تكسر ولكن الأشهر فيها الفتح . وصرمت : قطعت . والحبل : الوصل . والوقر : الثقل في الأذن . يقال منه : وقرت أذنه توقر وقرا ووقرت توقر أيضا ، وجواب إن الشرطية أغنى عنه ما تقدم تقديره : إن لم يكن بك صمم فقد سمعت حلفتها . أبو زيد : الفتر النبية ، وهو الذي يعمل من خوص ينخل عليه الدقيق ، كالسفرة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية