الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما أبدى جزاء المسيء؛ تحذيرا؛ أولاه أجر المحسن؛ تبشيرا؛ فقال: ومن يعمل ؛ وخفف (تعالى) عن عباده بقوله: من الصالحات ؛ ولما عمم بذكر من صرح بما اقتضته؛ في قوله: من ذكر أو أنثى ؛ وقيد ذلك بقوله: وهو ؛ أي: والحال أنه مؤمن ؛ ليكون بناؤه الأعمال على أساس الإيمان؛ فأولئك ؛ أي: العالو الرتبة؛ وبنى فعل الدخول للمفعول في قراءة ابن كثير؛ وأبي عمرو؛ وأبي جعفر؛ وأبي بكر؛ عن عاصم؛ وروح؛ عن يعقوب؛ وللفاعل في قراءة غيرهم؛ لأن المقصود نفس الفعل؛ لا كونه من فاعل معين; وإن كانت قراءة الأولين أكثر فائدة: "يدخلون"؛ أي: يدخلهم الله؛ الجنة ؛ أي: الموصوفة؛ ولا يظلمون ؛ وبنى الفعل للمجهول؛ لأن المقصود الخلاص [ ص: 412 ] منه؛ لا بقيد فاعل معين؛ نقيرا ؛ أي: لا يظلم الله المطيع منهم بنقص شيء ما؛ ولا العاصي بزيادة شيء ما؛ و"النقير": ما في ظهر النواة من تلك الوقبة الصغيرة جدا؛ كني بها عن العدم؛ وهذا على ما يتعارفه الناس؛ وإلا فالله (تعالى) له أن يفعل ما يشاء؛ فإن ملكه وملكه عام؛ لا يتصور منه ظلم؛ كيفما فعل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية