الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 214 ] 113- سورة الفلق

                                                                                                                                                                                                                                      مكية مختلف فيها، وآيها خمس

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      قل أعوذ برب الفلق

                                                                                                                                                                                                                                      قل أعوذ برب الفلق "الفلق": الصبح كالفرق؛ لأنه يفلق عنه الليل ويفرق، فعل بمعنى مفعول، فإن كل واحد من المفلوق والمفلوق عنه مفعول. وقيل: هو ما انفلق من عموده، وقيل: هو كل ما يفلقه الله تعالى كالأرض عن النبات، والجبال عن العيون، والسحاب عن الأمطار، والحب والنوى عما يخرج منهما وغير ذلك، وفي تعليق العياذ باسم الرب المضاف إلى الفلق المنبئ عن النور عقيب الظلمة والسعة بعد الضيق، والفتق بعد الرتق عدة كريمة بإعادة العائذ مما يعوذ منه، وإنجائه منه، وتقوية لرجائه بتذكير بعض نظائره، ومزيد ترغيب له في الجد والاعتناء بقرع باب الالتجاء إليه تعالى، وأما الإشعار بأن من قدر أن يزيل ظلمة الليل من هذا العالم قدر أن يزيل عن العائذ ما يخافه، كما قيل فلا إذ لا ريب العائذ في قدرته تعالى على ذلك حتى يحتاج إلى التنبيه عليها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية