الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : ثنا هدية بن خالد ، قال : ثنا - يعني ابن سلمة - عن ثابت وحميد ، عن حنبل ، عن بكر بن عبد الله قال : كان فيمن قبلكم ملك وكان متمردا على ربه عز وجل ، فغزاه المسلمون فأخذوه سليما فقالوا بأي شيء نقتله ؟ فأجمع رأيهم على أن يجعلوا له قمقما عظيما وأن يحشوا تحته النار ولا يقتلوه حتى يذيقوه طعم العذاب ، قال : ففعلوا ذلك به فجعل يدعو آلهته واحدا بعد واحد يا فلان ، بما كنت أعبدك وأصلي لك وأمسح وجهك فأنقذني مما أنا فيه ، فلما رآهم لا يغنون عنه شيئا رفع [ ص: 228 ] رأسه إلى السماء ، فقال : لا إله إلا الله ودعا الله عز وجل مخلصا فصب الله عز وجل مثغبا من السماء فأطفأت تلك النار ، وجاءت ريح فاحتملت ذلك القمقم فجعل يدور بين السماء والأرض وهو يقول : لا إله إلا الله ، فقذفه الله عز وجل إلى قوم لا يعبدون الله وهو يقول : لا إله إلا الله فاستخرجوه ، فقالوا له : ويحك ما لك ؟ قال :أنا ملك بني فلان فقص عليهم القصة ، وقال : كان من أمري وكان من أمري فآمنوا .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، قال : ثنا عبيد الله بن محمد ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن بكر بن عبد الله ، قال : إن الله ليجرع عبده المؤمن من المرارة لما يريد به من صلاح عاقبة أمره ، قال بكر : أما رأيتم المرأة تؤجر ولدها الصبر أو قال الحضض تريد به عافيته .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا محمد بن حمزة ، قال : ثنا علي بن سهل ، قال : ثنا عفان ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن بكر بن عبد الله ، قال : كان فيمن كان قبلكم ملك وكان له حاجب يقربه ويدنيه ، وكان هذا الحاجب يقول : أيها الملك أحسن إلى المحسن ودع المسيء تكفك إساءته ، قال : فحسده رجل على قربه من الملك فسعى به ، فقال : أيها الملك إن هذا الحاجب هو ذا يخبر الناس أنك أبخر ، قال : وكيف لي بأن أعلم ذلك ؟ قال : إذا دخل عليك تدنيه لتكلمه فإنه يقبض على أنفه ، قال : فذهب الساعي فدعا الحاجب إلى دعوته واتخذ مرقة وأكثر فيها الثوم ، فلما أن كان من الغد دخل الحاجب فأدناه الملك ليكلمه بشيء فقبض على فيه ، فقال [ الملك ] : تنح فدعا بالدواة وكتب له كتابا وختمه ، وقال : اذهب بهذا إلى فلان وكانت جائزته مائة ألف ، فلما أن خرج استقبله الساعي فقال : أي شيء هذا ، قال : قد دفعه إلي الملك ، فاستوهبه فوهبه له فأخذ الكتاب ومر به إلى فلان فلما أن فتحوا الكتاب دعوا بالذباحين فقال : اتقوا الله يا قوم ، فإن هذا غلط وقع علي ، وعاودوا الملك ؛ فقالوا : لا يتهيأ لنا معاودة الملك ، وكان في الكتاب إذا أتاكم حامل كتابي هذا فاذبحوه [ ص: 229 ] واسلخوه واحشوه التبن ووجهوه إلي ، فذبحوه وسلخوا جلده ووجهوا به إليه ، فلما أن رأى الملك ذلك تعجب ، فقال للحاجب تعال وحدثني واصدقني لما أدنيتك لماذا قبضت على أنفك ؟ قال : أيها الملك إن هذا دعاني إلى دعوته ، واتخذ مرقة وأكثر فيها الثوم فأطعمني ، فلما أن أدناني الملك قلت يتأذى الملك بريح الثوم ، فقال : ارجع إلى مكانك وقل ما كنت تقوله ، ووصله بمال عظيم - أو كما ذكره .

              حدثنا أحمد بن جعفر ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : وجدت في كتاب أبي ، قال : ثنا معاوية الغلابي ، قال : ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن ، عن أبي حرة ، قال : دخلنا على بكر بن عبد الله نعوده ، فوافقنا وقد خرج لحاجته ، قال فجلسنا في البيت فأقبل إلينا يهادى بين رجلين فسلم ثم نظر في وجوهنا فقال : رحم الله عبدا أعطي قوة فعمل بها في طاعة الله عز وجل وأقصر به ضعف فكف عن محارم الله .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، قال : ثنا المنهال بن عيسى العبدي ، قال : ثنا الغالب القطان ، عن بكر بن عبد الله المزني ، قال : من يأتي الخطيئة وهو يضحك ، دخل النار وهو يبكي .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد ، قال : ثنا عبيد الله بن عمر ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا جعفر ، عن إبراهيم بن عيسى ، وحدثنا إسحاق بن أحمد ، قال : ثنا إبراهيم بن يوسف ، قال : ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : ثنا إسحاق بن يحيى الرقي ، قال : ثنا سيار ، عن إبراهيم اليشكري ، قالا : ثنا بكر بن عبد الله المزني أنه قال : من مثلك يا ابن آدم ؟ خلي بينك وبين المحراب تدخل منه إذا شئت على ربك ، وليس بينك وبينه حجاب ولا ترجمان ، وإنما طيب المؤمنين هذا الماء المالح .

              حدثنا أبو أحمد الجرجاني ، قال : ثنا أبو خليفة ، قال : ثنا أبو عمر الحوضي ، [ ص: 230 ] قال : ثنا يزيد بن يزيد ، قال : ثنا حبيب أبو محمد ، عن بكر بن عبد الله ، قال : نفقة الرجل على أهله في كفة الميزان اليمنى وكفة اليمنى الجنة .

              حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، ثنا أبو يزيد خالد بن النضر ، قال : ثنا النضر ، قال : ثنا عمرو بن علي ، قال : ثنا عفان ، قال : ثنا حماد بن سلمة عن حميد ، قال : كان بكر مجاب الدعوة .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية