الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونـزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : كيف قال له : فأت بها بعد قوله : إن كنت جئت بآية ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : معناه إن كنت جئت من عند من أرسلك بآية ، فأتني بها ، وأحضرها عندي ، لتصح دعواك ، ويثبت صدقك ثعبان مبين : ظاهر أمره لا يشك في أنه ثعبان ، وروي أنه كان ثعبانا ذكرا ، أشعر ، فاغرا فاه ، بين لحييه ثمانون ذراعا ، وضع لحيه الأسفل في الأرض ، ولحيه الأعلى على سور القصر ، ثم توجه نحو فرعون ليأخذه ، فوثب فرعون من سريره ، وهرب ، وأحدث ، ولم يكن أحدث قبل ذلك ، وهرب الناس وصاحوا ، وحمل على الناس فانهزموا فمات خمسة وعشرون ألفا ، قتل بعضهم بعضا ، ودخل فرعون البيت وصاح : يا موسى ، خذه ، وأنا أومن بك ، وأرسل معك بني إسرائيل ، فأخذه موسى فعاد عصى .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : بم يتعلق : "للناظرين"؟

                                                                                                                                                                                                [ ص: 485 ] قلت : يتعلق بـ “ بيضاء" ، والمعنى : فإذا هي بيضاء للنظارة ، ولا تكون بيضاء للنظارة إلا إذا كان بياضا عجيبا ، خارجا عن العادة ، يجتمع الناس للنظر إليه ، كما تجتمع النظارة للعجائب ; وذلك ما يروى : أنه أرىفرعون يده وقال : ما هذه؟ قال : يدك ، ثم أدخلها جيبه ، وعليه مدرعة صوف ونزعها ، فإذا هي بيضاء بياضا نورانيا ، غلب شعاعها شعاع الشمس ، وكان موسى - عليه السلام - آدم شديد الأدمة .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية