الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 376 ] 2 - باب التوبة

                                                                                                                          ذكر الخبر الدال على أن الندم توبة

                                                                                                                          611 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال : حدثنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن قتادة عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدل على راهب ، فأتاه ، فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا ، فهل له من توبة ؟ قال : لا ، فقتله وكمل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ، فدل على رجل ، فقال : إنه قتل مائة ، فهل له من توبة ؟ قال : نعم ، من يحول بينك وبين التوبة ؟ ائت أرض كذا وكذا ؛ فإن بها ناسا يعبدون الله فاعبد الله ولا ترجع إلى أرضك ؛ فإنها أرض سوء . فانطلق حتى إذا انتصف الطريق ، أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة ، وملائكة العذاب ، فقالت ملائكة الرحمة : جاءنا تائبا مقبلا بقلبه إلى الله جل وعلا ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاه ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم ، فقال : قيسوا [ ص: 377 ] ما بين الأرضين : أيهما كان أقرب ، فهي له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد ، فقبضته بها ملائكة الرحمة " .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية