الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يا أهل الكتاب الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج قال : لما أخبر الأعور سمويل بن صوريا الذي صدق النبي صلى الله عليه وسلم على الرجم أنه في كتابهم، وقال : لكنا نخفيه، فنزلت : يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب وهو شاب أبيض، خفيف طوال، من أهل فدك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن قتادة في قوله : يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا قال : هو محمد صلى الله عليه وسلم، يبين لكم كثيرا يقول : يبين لكم محمد رسولنا كثيرا مما كنتم تكتمونه الناس، ولا تبينونه لهم مما في كتابكم، وكان مما يخفونه من كتابهم فبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس رجم الزانيين المحصنين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن عكرمة قال : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أتاه اليهود يسألونه عن الرجم فقال : (أيكم أعلم؟) فأشاروا إلى ابن صوريا، فناشده بالذي أنزل [ ص: 237 ] التوراة على موسى، والذي رفع الطور، وبالمواثيق التي أخذت عليهم، حتى أخذه أفكل، فقال : إنه لما كثر فينا جلدنا مائة، وحلقنا الرؤوس، فحكم عليهم بالرجم، فأنزل الله : يا أهل الكتاب إلى قوله : صراط مستقيم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن الضريس، والنسائي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه، عن ابن عباس قال : من كفر بالرجم، فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب، قال تعالى : يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب قال : فكان الرجم مما أخفوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة في قوله : ويعفو عن كثير يقول : عن كثير من ذنوب القوم، جاء محمد بإقالة منها وتجاوز إن اتبعوه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن السدي في قوله : يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام قال : سبيل الله الذي شرعه لعباده، ودعاهم إليه [ ص: 238 ] وابتعث به رسله، وهو الإسلام الذي لا يقبل من أحد عمل إلا به، لا اليهودية، ولا النصرانية، ولا المجوسية .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية