الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فرج ]

                                                          فرج : الفرج : الخلل بين الشيئين ، والجمع فروج ، لا يكسر على غير ذلك ; قال أبو ذؤيب يصف الثور :


                                                          فانصاع من فزع وسد فروجه غبر ضوار وافيان وأجدع



                                                          فروجه : ما بين قوائمه . سد فروجه أي ملأ قوائمه عدوا كأن العدو سد فروجه وملأها . وافيان : صحيحان . وأجدع : مقطوع الأذن . والفرجة والفرجة : كالفرج ، وقيل : الفرجة الخصاصة بين الشيئين . ابن الأعرابي : فتحات الأصابع يقال لها : التفاريج ، واحدها تفراج ، وخروق الدرابزين يقال لها : التفاريج والحلفق . النضر : فرج الوادي ما بين عدوتيه ، وهو بطنه ، وفرج الطريق منه وفوهته . وفرج الجبل : فجه ، قال :


                                                          متوسدين زمام كل نجيبة     ومفرج عرق المقذ منوق



                                                          وهو الوساع المفرج الذي بان مرفقه عن إبطه . والفرجة ، بالضم : فرجة الحائط وما أشبهه ، يقال : بينهما فرجة أي انفراج . وفي حديث صلاة الجماعة : ولا تذروا فرجات الشيطان ، جمع فرجة ، وهو الخلل الذي يكون بين المصلين في الصفوف ، فأضافها إلى الشيطان تفظيعا لشأنها ، وحملا على الاحتراز منها ; وفي رواية : فرج الشيطان ، جمع فرجة كظلمة وظلم . والفرجة : الراحة من حزن أو مرض ; قال أمية بن أبي الصلت :

                                                          لا تضيقن في الأمور فقد تك شف غماؤها بغير احتيال ربما تكره النفوس من الأم ر له فرجة كحل العقال

                                                          ابن الأعرابي : فرجة اسم ، وفرجة مصدر . والفرجة : التفصي من الهم ، وقيل : الفرجة في الأمر ، والفرجة ، بالضم ، في الجدار والباب ، والمعنيان متقاربان ، وقد فرج له يفرج فرجا وفرجة . [ ص: 146 ] التهذيب . ويقال ما لهذا الغم من فرجة ولا فرجة ولا فرجة . الجوهري : الفرج من الغم ، بالتحريك ، يقال : فرج الله غمك تفريجا ، وكذلك فرج الله عنك غمك يفرج ، بالكسر . وفي حديث عبد الله بن جعفر : ذكرت أمنا يتمنا وجعلت تفرح له ; قال أبو موسى : هكذا وجدته ، بالحاء المهملة ، قال : وقد أضرب الطبراني عن هذه اللفظة فتركها من الحديث ، قال : فإن كانت بالحاء ، فهو من أفرحه إذا غمه وأزال عنه الفرح ، وأفرحه الدين إذا أثقله ، وإن كانت بالجيم ، فهو من المفرج الذي لا عشيرة له ، فكأن أمهم أرادت أن أباهم توفي ولا عشيرة لهم ، فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : أتخافين العيلة وأنا وليهم ؟ والفرج : الثغر المخوف ، وهو موضع المخافة ; قال :


                                                          فعدت كلا الفرجين تحسب أنه     مولى المخافة خلفها وأمامها



                                                          وجمعه فروج ، سمي فرجا لأنه غير مسدود . وفي حديث عمر . قدم رجل من بعض الفروج ; يعني الثغور ، واحدها فرج . أبو عبيدة : الفرجان السند وخراسان ، وقال الأصمعي : سجستان وخراسان ; وأنشد قول الهذلي :


                                                          على أحد الفرجين كان مؤمري



                                                          وفي عهد الحجاج : استعملتك على الفرجين والمصرين ; الفرجان : خراسان وسجستان والمصران : الكوفة والبصرة . والفرج : العورة . والفرج : شوار الرجل والمرأة ، والجمع فروج . والفرج : اسم لجمع سوآت الرجال والنساء والفتيان وما حواليها ، كله فرج ، وكذلك من الدواب ونحوها من الخلق . وفي التنزيل : والحافظين فروجهم والحافظات وفيه : والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم قال الفراء : أراد على فروجهم يحافظون ، فجعل اللام بمعنى على ، واستثنى الثانية منها فقال : إلا على أزواجهم . قال ابن سيده : هذه حكاية ثعلب عنه قال : وقال مرة : على من قوله : إلا على أزواجهم من صلة ملومين ، ولو جعل اللام بمنزلة الأول لكان أجود . ورجل فرج : لا يزال ينكشف فرجه . وفرج ، بالكسر ، فرجا . وفي حديث الزبير : أنه كان أجلع فرجا ; الفرج : الذي يبدو فرجه إذا جلس وينكشف . والفرج : ما بين اليدين والرجلين . وجرت الدابة ملء فروجها ، وهو ما بين القوائم ، واحدها فرج ; قال :


                                                          وأنت إذا استدبرته سد فرجه     بضاف فويق الأرض ليس بأعزل



                                                          وقول الشاعر :


                                                          شعب العلافيات بين فروجهم     والمحصنات عوازب الأطهار



                                                          العلافيات : رحال منسوبة إلى علاف ، رجل من قضاعة . والفروج جمع فرج ، وهو ما بين الرجلين ، يريد أنهم آثروا الغزو على أطهار نسائهم ; وكل فرجة بين شيئين ، فهو فرج كله ، كقوله :


                                                          إلا كميتا كالقناة وضابئا     بالفرج بين لبانه ويده



                                                          جعل ما بين يديه فرجا ; وقال امرؤ القيس :


                                                          لها ذنب مثل ذيل العروس     تسد به فرجها من دبر



                                                          أراد ما بين فخذي الفرس ورجليها . وفي حديث أبي جعفر الأنصاري : فملأت ما بين فروجي ، جمع فرج ، وهو ما بين الرجلين . يقال للفرس : ملأ فرجه وفروجه إذا عدا وأسرع به . وسمي فرج المرأة والرجل فرجا لأنه بين الرجلين . وفروج الأرض : نواحيها . وباب مفروج : مفتح . ورجل أفرج الثنايا وأفلج الثنايا ، بمعنى واحد . والأفرج : العظيم الأليتين لا تكادان تلتقيان ، وهذا في الحبش . رجل أفرج وامرأة فرجاء بينا الفرج ، وقد فرج فرجا . والمفرج كالأفرج . والفرج والفرج ، بالكسر : الذي لا يكتم السر ; قال ابن سيده : وأرى الفرج ، بضم الفاء والراء ، والفرج لغتين عن كراع . وقوس فرج وفارج وفريج : منفجة السيتين ، وقيل : هي الناتئة عن الوتر ، وقيل : هي التي بان وترها عن كبدها . والفرج : انكشاف الكرب ، وذهاب الغم . وقد فرج الله عنه وفرج فانفرج وتفرج . ويقال : فرجه الله وفرجه ; قال الشاعر :


                                                          يا فارج الهم وكشاف الكرب



                                                          وقول أبي ذؤيب :


                                                          فإني صبرت النفس بعد ابن عنبس     وقد لج من ماء الشئون لجوج
                                                          ليحسب جلدا أو ليخبر شامت     وللشر بعد القارعات فروج


                                                          يقول : إني صبرت على رزئي بابن عنبس لأحسب جلدا أو ليخبر شامت بتجلدي فينكسر عني ، ويجوز أن يكون قوله فروج ، جمع فرجة على فروج ، كصخرة وصخور ، ويجوز أن يكون مصدرا لفرج يفرج أي تفرج وانكشاف . أبو زيد : يقال للمشط النحيت والمفرج والمرجل ; وأنشد ثعلب لبعضهم يصف رجلا شاهد الزور :


                                                          فاته المجد والعلاء فأضحى     ينقص الحيس بالنحيت المفرج



                                                          التهذيب : وفي حديث عقيل : أدركوا القوم على فرجتهم أي على هزيمتهم ، قال : ويروى ، بالقاف والحاء . والفريج : الظاهر البارز المنكشف ، وكذلك الأنثى ; قال أبو ذؤيب يصف درة :


                                                          بكفي رقاحي يريد نماءها     ليبرزها للبيع فهي فريج



                                                          كشف عن هذه الدرة غطاءها ليراها الناس . ورجل نفرج ونفرجة ونفراج ونفرجاء ، ممدود : ينكشف عند الحرب . ونفرج ونفرجة وتفرج وتفرجة : ضعيف جبان ; أنشد ثعلب :


                                                          تفرجة القلب قليل النيل     يلقى عليه نيدلان الليل



                                                          أو أنشد :


                                                          تفرجة القلب بخيل بالنيل     يلقى عليه النيدلان بالليل



                                                          ويروى نفرجة . والنفرج : القصار . وامرأة فرج : متفضلة في ثوب ، يمانية ، كما تقول : أهل نجد فضل . ومرة فريج : قد أعيت من [ ص: 147 ] الولادة . وناقة فريج : كالة شبهت بالمرأة التي قد أعيت من الولادة ; قال ابن سيده : هذا قول كراع ، وقال مرة : الفريج من الإبل الذي قد أعيا وأزحف . ونعجة فريج إذا ولدت فانفرج وركاها ; أنشده أبو عمرو مستشهدا به على مخخ :


                                                          أمسى حبيب كالفريج رائخا



                                                          والمفرج : الحميل الذي لا ولد له ، وقيل : الذي لا عشيرة له ; عن ابن الأعرابي . والمفرج : القتيل يوجد في فلاة من الأرض . وفي الحديث : العقل على المسلمين عامة ; وفي الحديث : لا يترك في الإسلام مفرج ; يقول : إن وجد قتيل لا يعرف قاتله ودي من بيت مال الإسلام ولم يترك ، ويروى بالحاء وسيذكر في موضعه . وكان الأصمعي يقول : هو مفرح ، بالحاء ، وينكر قولهم مفرج ، بالجيم ; وروى أبو عبيد عن جابر الجعفي : أنه هو الرجل الذي يكون في القوم من غيرهم فحق عليهم أن يعقلوا عنه ; قال : وسمعت محمد بن الحسن يقول : يروى بالجيم والحاء ، فمن قال مفرج ، بالجيم ، فهو القتيل يوجد بأرض فلاة ، ولا يكون عنده قرية ، فهو يودى من بيت المال ولا يبطل دمه ، وقيل : هو الرجل يكون في القوم من غيرهم فيلزمهم أن يعقلوا عنه ، وقيل : هو المثقل بحق دية أو فداء أو غرم . والمفروج : الذي أثقله الدين . وقال أبو عبيدة : المفرج أن يسلم الرجل ولا يوالي أحدا ، فإذا جنى جناية كانت جنايته على بيت المال لأنه لا عاقلة له ; وقال بعضهم : هو الذي لا ديوان له . ابن الأعرابي : المفرج الذي لا مال له ، والمفرج الذي لا عشيرة له . ويقال : أفرج القوم عن قتيل إذا انكشفوا وأفرج فلان عن مكان كذا وكذا إذا حل به وتركه ، وأفرج الناس عن طريقه أي انكشفوا . وفرج فاه : فتحه للموت ; قال ساعدة بن جؤية :


                                                          صفر المباءة ذي هرسين منعجف     إذا نظرت إليه قلت قد فرجا



                                                          والفروج : الفتي من ولد الدجاج ، والضم فيه لغة ، رواه اللحياني . وفروجة الدجاجة ، تجمع فراريج ، يقال : دجاجة مفرج أي ذات فراريج . والفروج ، بفتح الفاء : القباء ، وقيل : الفروج قباء فيه شق من خلفه . وفي الحديث : صلى بنا النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وعليه فروج من حرير . وفروج : لقب إبراهيم بن حوران ; قال بعض الشعراء يهجوه :


                                                          يعرض فروج بن حوران بنته     كما عرضت للمشترين جزور
                                                          لحى الله فروجا وخرب داره     وأخزى بني حوران خزي حمير

                                                          !

                                                          وفرج وفراج ومفرج أسماء . وبنو مفرج : بطن .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية