الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                6168 [ ص: 321 ] ( باب : كيف يصلى في الخسوف )

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي وغيره قالوا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ الربيع بن سليمان ، أنبأ الشافعي ، أنبأ مالك ، ( ح وأخبرنا ) أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ ابن الحمامي - رحمه الله - ببغداد ، أنبأ أحمد بن سلمان النجاد ، ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون ، ثنا القعنبي ، ( ح وأخبرنا ) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا هشام بن علي ، ثنا القعنبي إملاء فيما قرأ على مالك بن أنس ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن عباس قال : انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى والناس معه ، فقام قياما طويلا ، قال : نحوا من سورة البقرة ، ثم ركع ركوعا طويلا ، ثم رفع فقام قياما طويلا ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا ، وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد ، ثم قام قياما طويلا ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا ، وهو دون الركوع الأول ، ثم رفع فقام قياما طويلا ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا ، وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد ، ثم انصرف ، وقد تجلت الشمس . فقال : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته . فإذا رأيتم ذلك ، فاذكروا الله " . قالوا : يا رسول الله ، رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ، ثم رأيناك تكعكعت . فقال : " إني رأيت الجنة ، أو أريت الجنة ، فتناولت منها عنقودا ، ولو أخذته ، لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ، وأريت النار ، فلم أر كاليوم منظرا أفظع منها ، ورأيت أكثر أهلها النساء " . قالوا : لم يا رسول الله ؟ قال : " بكفرهن " . قيل : يكفرن بالله ؟ قال : " يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ، ثم رأت منك شيئا ، قالت : ما رأيت منك خيرا قط " . لفظ حديث القعنبي ، وفي حديث الشافعي قال : خسفت الشمس ، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس معه ، وكذلك في رواية إسحاق عن القعنبي ، ولم يذكر الشافعي قوله : " أفظع منها " ، والباقي سواء . رواه البخاري في الصحيح ، عن القعنبي . ورواه مسلم ، عن محمد بن رافع ، عن إسحاق بن عيسى ، عن مالك .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية