الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما تقرر بهذا شمول علم من هذا من شأنه؛ وتمام قدرته؛ أنتج قوله - مهددا؛ مخوفا؛ مرهبا -: إن يشأ يذهبكم ؛ وصرح بالعموم؛ إشارة إلى عموم الإرسال؛ بقوله: أيها الناس ؛ أي: المتفرعون من تلك النفس الواحدة كافة؛ لغناه عنكم؛ وقدرته على ما يريد منكم؛ ويأت بآخرين ؛ أي: من غيركم؛ يوالونه؛ وكان الله ؛ أي: الواحد الذي لا شريك له؛ أزلا وأبدا؛ على ذلك ؛ أي: الأمر العظيم؛ من الإيجاد؛ والإعدام؛ قديرا ؛ أي: بالغ القدرة؛ وهذا غاية البيان؛ لغناه؛ وكونه حميدا؛ وقاهرا؛ وشديدا؛ وإذا تأملت ختام قوله (تعالى) ؛ في قصة عيسى - عليه الصلاة والسلام - [ ص: 430 ] في آخر هذه السورة: سبحانه أن يكون له ولد ؛ زاد ذلك هذا السر - وهو كونه لا اعتراض عليه - وضوحا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية