الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فرص ]

                                                          فرص : الفرصة : النهزة والنوبة ، والسين لغة ، وقد فرصها فرصا وافترصها وتفرصها : أصابها ، وقد افترصت وانتهزت . وأفرصتك الفرصة : أمكنتك . وأفرصتني الفرصة أي أمكنتني ، وافترصتها : اغتنمتها . ابن الأعرابي : الفرصاء من النوق التي تقوم ناحية فإذا خلا الحوض جاءت فشربت ; قال الأزهري : أخذت من الفرصة وهي النهزة . يقال : وجد فلان فرصة أي نهزة . وجاءت فرصتك من البئر أي نوبتك . وانتهز فلان الفرصة أي اغتنمها وفاز بها . والفرصة والفرصة والفريصة ; الأخيرة عن يعقوب : النوبة تكون بين القوم يتناوبونها على الماء . قال يعقوب : هي النوبة تكون بين القوم يتناوبونها على الماء في أظمائهم مثل الخمس والربع والسدس وما زاد من ذلك ، والسين لغة عن ابن الأعرابي . الأصمعي : يقال : إذا جاءت فرصتك من البئر فأدل ، وفرصته : ساعته التي يستقى فيها . ويقال : بنو فلان يتفارصون بئرهم أي يتناوبونها . الأموي : هي الفرصة والرفصة للنوبة تكون بين القوم يتناوبونها على الماء . الجوهري : الفرصة الشرب والنوبة . والفريص : الذي يفارصك في الشرب والنوبة . وفرصة الفرس : سجيته وسبقه وقوته ; قال :


                                                          يكسو الضوى كل وقاح منكب أسمر في صم العجايا مكرب     باق على فرصته مدرب



                                                          افترصت الورقة : أرعدت . والفريصة : لحمة عند نغض الكتف في وسط الجنب عند منبض القلب ، وهما فريصتان ترتعدان عند الفزع . وفي الحديث : أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : إني لأكره أن أرى الرجل ثائرا فريص رقبته قائما على مريته يضربها ; قال أبو عبيد : الفريصة المضغة القليلة تكون في الجنب ترعد من الدابة إذا فزعت ، وجمعها فريص بغير ألف ، وقال أيضا : هي اللحمة التي بين الجنب والكتف التي لا تزال ترعد من الدابة ، وقيل : جمعها فريص وفرائص ، قال الأزهري : وأحسب الذي في الحديث غير هذا ، وإنما أراد عصب الرقبة وعروقها لأنها هي التي تثور عند الغضب ، وقيل : أراد شعر الفريصة كما يقال : فلان ثائر الرأس أي ثائر شعر الرأس ، فاستعارها للرقبة وإن لم يكن لها فرائص لأن الغضب يثير عروقها . والفريصة : اللحم الذي بين الكتف والصدر ; ومنه الحديث : فجيء بهما ترعد فرائصهما أي ترجف . والفريصة : المضغة التي بين الثدي ومرجع الكتف من الرجل والدابة ، وقيل : الفريصة أصل مرجع المرفقين . وفرصه يفرصه فرصا : أصاب فريصته ، وفرص فرصا [ ص: 159 ] وفرص فرصا : شكا فريصته . التهذيب : وفروص الرقبة وفريسها عروقها . الجوهري : وفريص العنق أوداجها ، الواحدة فريصة ; عن أبي عبيد ; تقول منه : فرصته أي أصبت فريصته ، قال : وهو مقتل . غيره : وفريص الرقبة في الحدب عروقها . والفرصة : الريح التي يكون منها الحدب ، والسين فيه لغة . وفي حديث قيلة : أن جويرية لها كانت قد أخذتها الفرصة . قال أبو عبيد : العامة تقول لها الفرسة ، بالسين ، والمسموع من العرب بالصاد ، وهي ريح الحدبة . والفرس ، بالسين : الكسر . والفرص : الشق . والفرص : القطع . وفرص الجلد فرصا : قطعه . والمفرص والمفراص : الحديدة العريضة التي يقطع بها ، وقيل : التي يقطع بها الفضة ; قال الأعشى :


                                                          وأدفع عن أعراضكم وأعيركم     لسانا كمفراص الخفاجي ملحبا



                                                          وفي الحديث : رفع الله الحرج إلا من افترص مسلما ظلما . قال ابن الأثير : هكذا جاء بالفاء والصاد المهملة من الفرص القطع أو من الفرصة النهزة ، يقال : افترصها انتهزها ; أراد إلا من تمكن من عرض مسلم ظلما بالغيبة والوقيعة . ويقال : افرص نعلك أي اخرق في أذنها للشراك . الليث : الفرص شق الجلد بحديدة عريضة الطرف تفرصه بها فرصا كما يفرص الحذاء أذني النعل عند عقبهما بالمفرص ليجعل فيهما الشراك ; وأنشد :


                                                          جواد حين يفرصه الفريص



                                                          يعني حين يشق جلده العرق . وتفريص أسفل نعل القراب : تنقيشه بطرف الحديد . يقال : فرصت النعل أي خرقت أذنيها للشراك . والفرصة والفرصة والفرصة ; الأخيرتان عن كراع : القطعة من الصوف أو القطن ، وقيل : هي قطعة قطن أو خرقة تتمسح بها المرأة من الحيض . وفي الحديث : أنه قال للأنصارية يصف لها الاغتسال من المحيض : خذي فرصة ممسكة فتطهري بها أي تتبعي بها أثر الدم ; وقالكراع : هي الفرصة ، بالفتح ، الأصمعي : الفرصة القطعة من الصوف أو القطن أو غيره أخذ من فرصت الشيء أي قطعته ، وفي رواية : خذي فرصة من مسك ، والفرصة القطعة من المسك ; عن الفارسي حكاه في البصريات له ; قال ابن الأثير : الفرصة ، بكسر الفاء ، قطعة من صوف أو قطن أو خرقة . يقال : فرصت الشيء إذا قطعته ، والممسكة : المطيبة بالمسك يتبع بها أثر الدم فيحصل منه الطيب والتنشيف . قال : وقوله من مسك ، ظاهره أن الفرصة منه ; وعليه المذهب وقول الفقهاء . وحكى أبو داود في رواية عن بعضهم : قرصة ، بالقاف أي شيئا يسيرا مثل القرصة بطرف الأصبعين . وحكى بعضهم عن ابن قتيبة قرضة ، بالقاف والضاد المعجمة أي قطعة من القرض القطع . والفريصة : أم سويد . وفراص : أبو قبيلة . ابن بري : الفراص هو الأحمر ; قال أبو النجم :


                                                          ولا بذاك الأحمر الفراص



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية