الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 38 ] أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته

                                                                                      الزهري ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن لي أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب " . قال الزهري : والعاقب : الذي ليس بعده نبي . متفق عليه . وقال الزهري : وقد سماه الله رءوفا رحيما .

                                                                                      وقال حماد بن سلمة ، عن جعفر بن أبي وحشية ، عن نافع بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الحاشر ، وأنا الماحي ، والخاتم ، والعاقب " . وهذا إسناد قوي حسن .

                                                                                      وجاء بلفظ آخر ، قال : " أنا أحمد ، ومحمد ، والمقفي ، والحاشر ، ونبي الرحمة ، ونبي الملحمة " .

                                                                                      وقال عبد الله بن صالح : حدثنا الليث ، قال : حدثني خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن عقبة بن مسلم ، عن نافع بن جبير بن مطعم : أنه دخل على عبد الملك بن مروان فقال له : أتحصي أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان جبير يعدها ؟ قال : نعم ، هي ستة : محمد ، وأحمد ، وخاتم ، وحاشر ، وعاقب ، وماحي .

                                                                                      فأما حاشر فبعث مع الساعة نذيرا لكم ، وأما عاقب فإنه عقب الأنبياء ، وأما ماح فإن الله محا به سيئات من اتبعه .

                                                                                      وقال عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال : " أنا محمد ، [ ص: 39 ] وأحمد ، والحاشر ، والمقفي ، ونبي التوبة ، والملحمة . رواه مسلم .

                                                                                      وقال وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، قال : " أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة " .

                                                                                      ورواه زياد بن يحيى الحساني ، عن سعير بن الخمس ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة موصولا .

                                                                                      وقد قال الله تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ( 107 ) ) [ الأنبياء ] .

                                                                                      وقال وكيع ، عن إسماعيل الأزرق ، عن ابن عمر ، عن ابن الحنفية ، قال : يس محمد صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      وعن بعضهم ، قال : لرسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن خمسة أسماء : محمد ، وأحمد ، وعبد الله ، ويس ، وطه .

                                                                                      وقيل : طه ، لغة لعك ، أي : يا رجل ، فإذا قلت لعكي : يا رجل ، لم يلتفت ، وإذا قلت له : طه ، التفت إليك . نقل هذا الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، والكلبي متروك . فعلى هذا القول لا يكون طه من أسمائه .

                                                                                      وقد وصفه الله تعالى في كتابه فقال : رسولا ، ونبيا أميا ، وشاهدا ، ومبشرا ، ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه ، وسراجا منيرا ، ورءوفا رحيما ، ومذكرا ، ومدثرا ، ومزملا ، وهاديا ، إلى غير ذلك .

                                                                                      ومن أسمائه : الضحوك ، والقتال . جاء في بعض الآثار عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أنا الضحوك أنا القتال " .

                                                                                      وقال ابن مسعود : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ، [ ص: 40 ] وفي التوراة فيما بلغنا أنه حرز للأميين ، وأن اسمه المتوكل .

                                                                                      ومن أسمائه : الأمين . وكانت قريش تدعوه به قبل نبوته . ومن أسمائه : الفاتح ، وقثم .

                                                                                      وقال علي بن زيد بن جدعان : تذاكروا أحسن بيت قالته العرب ، فقالوا : قول أبي طالب في النبي صلى الله عليه وسلم :


                                                                                      وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد

                                                                                      وقال عاصم بن أبي النجود ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال : لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة ، فقال : " أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا نبي الرحمة ، ونبي التوبة ، والمقفي ، وأنا الحاشر ، ونبي الملحمة " قال : المقفي الذي ليس بعده نبي . رواه الترمذي في " الشمائل " وإسناده حسن ، وقد رواه حماد بن سلمة ، عن عاصم ، فقال : عن زر ، عن حذيفة نحوه .

                                                                                      ويروى بإسناد واه عن أبي الطفيل ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : لي عشرة أسماء ، فذكر منها الفاتح والخاتم .

                                                                                      قلت : وأكثر ما سقنا من أسمائه صفات له لا أسماء أعلام ، وقد تواتر أن كنيته أبو القاسم .

                                                                                      قال ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : " تسموا باسمي ، ولا تكتنوا بكنيتي " . متفق عليه .

                                                                                      وقال محمد بن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجمعوا اسمي وكنيتي ، أنا أبو القاسم ، الله يعطي وأنا أقسم " .

                                                                                      وقال ابن لهيعة ، عن عقيل ، عن الزهري ، عن أنس ، قال : لما ولد [ ص: 41 ] إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم من مارية كاد يقع في نفسه منه ، حتى أتاه جبريل عليه السلام فقال : السلام عليك يا أبا إبراهيم . ابن لهيعة ضعيف .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية