الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى: والفتنة أشد من القتل ، يعني: كفرهم وتعذيبهم للمؤمنين، في البلد الحرام والشهر الحرام، أعظم مأثما من القتل في الشهر الحرام ، وأنه إذا كان يتوقع منهم مثل ذلك، وجب قتلهم في البلد الحرام وفي الشهر الحرام، وكذلك معنى قوله: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ، فعلل القتال والقتل بهذا المعنى، وهذا يستوي فيه الحرم وغيره، والشهر الحرام وغيره.

وكذلك قاله الربيع بن أنس فإنه قال:

قوله تعالى: ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام .

منسوخ بقوله تعالى: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة .

وقال قتادة: هو منسوخ بقوله: ( اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) ، وقد نزل قوله تعالى: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم في سورة براءة (التوبة) بعد سورة البقرة، والذي كان من خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وقوله فيها: "إن الله تعالى حرم مكة" الحديث ، نسخه ما بعده، وسورة براءة فإنها [ ص: 84 ] نزلت بعد ذلك بمدة .

وقال ابن عباس وقتادة ومجاهد والربيع: الفتنة في قوله: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ، الشرك بالله.

وقيل: إنما سمى الكفر فتنة لأنه يؤدي إلى الهلاك كما تؤدي إليه الفتنة..

التالي السابق


الخدمات العلمية